المعنى الثالث: إن المراد بها تزكية البدن، وتطهيره من الذنوب والمعاصي:
قال تعالى: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً﴾ مريم ٣١.
فسرت الزكاة في هذا الموضع بمعنيين:
الأول: أن المراد بها زكاة الأموال.
والثاني: تطهير الجسد من دنس الذنوب، وهو الذي مال إليه الحافظ ابن جرير١.
ومنذ قوله تعالى: ﴿وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً﴾ مريم ١٣.
قال ابن جرير: الطهارة من الذنوب، واستعمال بدنه في طاعة ربه (٢). وكذلك قوله تعالى: بوليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبي!! ن واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلن وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة... الآية! هو البقرة ١٧٧. قال ابن كثير:
وقوله:! ووءاتى الزكاة! يحتمل أن يكون المراد به زكاة النفس وتخليصها من الأخلاق الدنية الرذيلة، كقوله: (قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها! والشمس ٩-١٥، وقول موسى لفرعون: كوهل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى! والنازعات ٨ ا-١٩. وقوله تعالى:! ووويل للمشركين الذين لأ يؤتون الزكاة! وفصلت ٧.
ويحتمل أن يكون المراد زكاة المالي، كما قال سعيد بن جبير، ومقاتل بن حيان، ويكون المذكور من اعطاء هذه الجهات والأصناف المذكورين إنما هو التطوع والبر والصلة، ولهذا ورد في الحديث عن فاطمة بنما قيس: أن في المال حقا سوى الزكاة، والله أعلم (٣) أهـ.
(٢) تفسير ابن جرير (٥٧/١٦).
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ٢٩٩).