النكاح الحلال الطيب١. ونسبه ابن كثير إلى جمع من السلف٢. وذهب ابن جرير إلى أن المراد به "ما أذن الله لهن فيه وأباحه لهن"٣. وهذا يشمل الأقوال السابقة، والله أعلم.
الموطن السادس: ورد في شأن الدعوة إلى الإسلام، وامتثال شرائعه والنهي عن الكفر وطرائقه.
قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ آل عمران: ١٥٤.
وقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ آل عمران: ١١٠.
وقال تعالى: ﴿... يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ آل عمران: ١١٤.
والخير في الآية الأولى فسر "بالإسلام وشرائعه التي شرعها الله لعباده"٤. وما بعده معطوف عليه "من باب عطف الخاص على العام"٥.
وفسر هذا الخاص بأمر الناس باتباع محمد ﷺ وما جاء به من عند الله ولا شك أن هذا داخل في الخير العام.
وقد ذكر في الآيات عموماً أمران متقابلان، المعروف والمنكر، وفسر المنكر بالكفر والشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم٦ وهذا تفسير عام فكذلك المعروف عام وإنما خص بالذكر لأهميته وشرفه وعلو منزلته، ولذا فسره عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله، والإقرار بما أنزل الله، والمقاتلة عليه "٧.
٢ تفسير القرآن العظيم (١/٥٠٧). ط دار الفكر.
٣ تفسير ابن جرير (٢/٥١٦)، وانظر الجامع لأحكام القرآن٣/١٨٧.
٤ تفسير ابن جرير (٤/٣٨).
٥ فتح القدير١/٣٦٩.
٦ انظر تفسير ابن جرير (٤/ ٤٥)، وتفسير النسفي (١/١٥٧).
٧ انظر تفسير ابن جرير (٤/ ٤٥).