وهذا النوع من الأنكحة ثبت تحريمه بالسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، رواه البخاري ومسلم ١.
وعن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه أنه غزا مع رسول الله ﷺ يوم فتح مكة، فقال: "يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله حرم ذلك إلي يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا" رواه مسلم٢.
٤- نكاح السفاح، أو نكاح أمهات الرايات، أو نكاح البغايا:
قال تعالى: ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَات... ﴾ المائدة: ٥.
والسفاح في الآية المراد به الزنا، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ولدت من نكاح، لا من سفاح".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "المسافحات هن الزواني المعلنات، يعني الزواني اللاتي لا يمنعن أحداً أرادهن بالفاحشة"٣.
وقال القرطبي: ﴿غَيْرَ مُسَافِحَات﴾ أي غير زوان أي معلنات بالزنا، لأن أهل الجاهلية كان فيهم الزواني في العلانية ولهن رايات منصوبات كراية البيطار٤.
وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها:... ونكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها، جمعوا لها ودعوا لهم القافة، ثم ألحقوا الولد بالذي يرون فالتاطته به ودعى ابنه لا يمتنع من ذلك٥. الحديث.
٢ رواه مسلم في النكاح رقم ٢١.
٣ تفسير القرآن العظيم (٢/ ٢٤٦).
٤ الجامع لأحكام القرآن (٥/ ١٤٢).
٥ صحيح البخاري مع الفتح (٩/١٨٣).