وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا} النساء٣٥. وكما في قوله تعالى: ﴿ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ البقرة ٢٤٦. وكما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً﴾ البقرة ٢٤٧.
٧- يطلق ويراد به النشور من القبور، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ الحج ٧١.
والبعث حق ثابت، لا مرية فيه ولاشك، وقد دل الدليل عليه من الكتاب والسنة والإجماع:
قال تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ المؤمنون ١٥-١٦.
وقال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ المؤمنون ١١٥.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ القصص ٨٥.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا" متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها ٢.
منهج القرآن الكريم في الاستدلال على البعث:
يتلخص المنهج القرآني في الاستدلال على البعث في ثلاثة أمور:
الأول: الشرع. والثاني: الحس. والثالث: العقل.
أما الشرع: فإن القرآن اعتنى بهذا المبدأ عناية عظيمة، وعرضه عرضا جليا لا خفاء فيه، وأكثر من ذكره حتى لا تكاد تقرأ سورة من سور القرآن الكريم إلا وتجد للبعث فيها ذكرا، سواء كان ذلك بعبارة صريحة، أو غير ذلك. وقد أقسم الله سبحانه على وقوع البعث والمعاد في عدة مواطن في كتابه فمن ذلك:

١الوجوه والنظائر الدامغاني ص٣٧-٤٧، وأما ابن الجوزي فاقتصر على الستة الأولى دون ذكر الأخير منها ولكنه في كتاب بصائر ذوي التمييز ذكر ثمانية أوجه لمعنى البعث وليس فيها جديدا عما ذكر، ولكنه جعل النصب والبيان اثنين. انظر نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ١/١٠٧و١٠٨.
٢رواه البخاري في الرقاق باب الحشر ١١/٣٧٨، ٣٧٧ مع الفتح. ورواه مسلم في كتاب الجنة باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة رقم ٥٦.


الصفحة التالية
Icon