تعالى: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ (البقرة: ١٣٧) (١) ويبدو كذلك أن ابن الجزري وابن فضل الله العمري قد رأيا كلاهما هذا المصحف الشامي نفسه (٢) ورأى ابن الجزري مصحفاً في مصر. (٣)
ويبدو - كذلك - أنَّ المصحف الشامي ظلَّ محفوظاً في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قيل إنه احترق، فقد قال الأستاذ محمد كرد علي في حديثه عن الجامع الأموي حتى إذا كانت سنة ١٣١٠ه. سرت النار إلى جذوع سقوفه فالتهمتها في أقل من ثلاث ساعات فدثر آخر ما بقي من آثاره ورياشه وحرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي كان جيء به من مسجد عتيق في بُصرى وكان الناس يقولون إنه المصحف العثماني (٤) وقيل إن هذا المصحف أمسى زمناً في حوزة قياصرة الروس في دار الكتب في لينينجراد ثم نقل إلى إنجلترا. (٥)
_________
(١) رحلة ابن بطوطة: ج١، ص١١٦.
(٢) مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح، ص٨٨، ٨٩.
(٣) مناهل العرفان: الزرقاني، ج١، ص٣٩٧.
(٤) خط الشام، محمد كرد علي، ج٥ ص٢٦٢.
(٥) مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح، ص٨٩.