الجمع الثالث: في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أما الجمع الأول بمعنى كتابته وتدوينه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:
فمن المعلوم أن الرسول ﷺ اتخذ عدداً من كتاب الوحي ومنهم الخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، ومعاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن رواحة، وخالد بن الوليد وغيرهم (١) وكان إذا نزل عليه شيء من الوحي أمر أحدهم بكتابته.
ولم تكن أدوات الكتابة متوفرة عندهم بل كانوا يكتبون على العسب واللخاف (٢) والرقاع والكرانيف (٣) والأقتاب (٤) والأكتاف.
روى عثمان بن عفان رضي الله عنه « أن رسول الله ﷺ كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا » الحديث. (٥)
ومن مزايا جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:
١ - أنه كتب على الأحرف السبعة.
٢ - كان مرتب الآيات أما السور ففي ترتيبها خلاف.
٣ - لم يكن مجموعاً في مصحف واحد بل كان مفرقاً في الرقاع والأكتاف وغيرها. كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه "قبض النبي ﷺ ولم يكن القرآن جمع في شيء". (٦)
_________
(١) جوامع السيرة: ابن حزم ص٢٦-٢٧ وزاد المعاد: ابن القيّم: ج١، ص٢٩.
(٢) هي الحجارة الرقيقة.
(٣) هي أطراف العُسُب العريضة.
(٤) جمع (قتب) وهي الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليستوي الركوب عليه.
(٥) رواه الحاكم في المستدرك: ج٢، ص٢٢١.
(٦) فتح الباري: ابن حجر ج٩، ص٩، والإتقان: السيوطي: ج١، ص٥٧.