هذا، وقد وقع في مغازي موسى بن عقبة (١) -كما نقل عنه السيوطي - عن ابن شهاب قال: لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جُمِعَ على عهد أبي بكر في الورق، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في الصحف (٢).
فهذه الرواية، وما نقلنا قبلها من موطأ ابن وهب تثبت بأن وسائل الكتابة المذكورة سابقاً هي ما كتب عليها القرآن الكريم قبل عهد أبي بكر رضي الله عنه، أما في عهده رضي الله عنه فقد كتب المصحف كله في الورق.
وقد أيد ذلك الحافظ ابن حجر حيث قال :" إنما كان في الأديم والعسب أولاً، قبل أن يجمع في عهد أبي بكر، ثم جمع في الصحف في عهد أبي بكر، كما دلت عليه الأخبار الصحيحة المترادفة (٣).
_________
(١) موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي بالولاء، أبو محمد، مولى آل الزبير عالم بالسيرة والمغازي، محدث ثقة، ولد بالمدينة، وبها توفي سنة ١٤١هـ قال الإمام أحمد: عليكم بمغازي ابن عقبة فإنه ثقة، تهذيب التهذيب: ١٠ / ٣٦٠، الأعلام : ٧ / ٣٢٥.
(٢) الإتقان : ١ / ١٨٦، وراجع الإتقان في المباحث المتعلقة بالقرآن ص: ١٠٢.
(٣) الفتح: ٩ / ١٣، وراجع الإتقان : ١ / ١٨٦-١٨٧.