؟ أما الكلمات التي لا يدل رسمها على أكثر من قراءة فإنهم كانوا يرسمونها في بعض المصاحف برسم يدل على قراءة، وفي بعض آخر برسم آخر يدل على قراءة ثانية، كقراءة (وَصَّى) بالتضعيف و (أوصى) بالهمز (١)، وكذلك قراءة ﴿ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ ﴾ (التوبة : ١٠٠) (٢)، بحذف لفظ: (من) قبل (تحتها)، أو بزيادتها.
يقول العلامة الزرقاني :
" والذي دعا الصحابة إلى انتهاج هذه الخطة في رسم المصاحف وكتابتها أنهم تلقوا القرآن عن رسول الله ﷺ بجميع وجوه قراءاته، وبكافة حروفه التي نزل عليها، فكانت هذه الطريقة أدنى إلى الإحاطة بالقرآن على وجوهه كلها، حتى لا يقال : إنهم أسقطوا شيئاً من قراءاته، أو منعوا أحداً من القراءة بأي حرف شاء على حين أنها كلها منقولة نقلاً متواتراً عن النبي ﷺ، ورسول الله ﷺ يقول: « فاي ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا » (٣).
مصير المصاحف والصحف المخالفة للمصاحف العثمانية:
_________
(١) البقرة : ١٣٢، قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر (أوصى)، والباقون (وصّى)، النشر: ٢ / ٢٢٢-٢٢٣، الإتحاف : ٢ / ٤١٨.
(٢) قرأ ابن كثير بزيادة (من) وكسر التاء من (تحتِها)، وهي كذلك في المصاحف المكية، والباقون بحذفها وفتح تاء (تحتَها)، النشر: ٢ / ٢٨٠، الإتحاف : ٢ / ٩٧.
(٣) راجع مناهل العرفان : ١ / ٢٥٩.