أحكام القرآن (الجصاص)، ج ١، ص : ١٧
الصلاة فقال أنا إذا أعرابى وروى أبو يوسف عن أبى حنيفة قال بلغني عن ابن مسعود قال الجهر في الصلاة ببسم اللّه الرحمن الرحيم أعرابية وروى حماد بن زيد عن كثير قال سئل الحسن عن الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة فقال إنما يفعل ذلك الأعرابى واختلفت الرواية عن ابن عباس فروى شريك عن عاصم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه جهر بها وهذا يحتمل أن يكون في غير الصلاة وروى عبد الملك بن أبى حسين عن عكرمة عن ابن عباس في الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم قال ذلك فعل الأعراب وروى عن على أنه عدها آية
وأنه قال هي تمام السبع المثاني
ولم يثبت عنه الجهر بها في الصلاة
وقد روى أبو بكر بن عياش عن أبى سعيد عن أبى وائل قال كان عمر وعلى لا يجهران ببسم اللّه الرحمن الرحيم ولا بالتعوذ ولا بآمين
وروى عن ابن عمر أنه جهر بها في الصلاة فهؤلاء الصحابة مختلفون فيها على ما بينا وروى أنس وعبد اللّه بن المغفل أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يسرون وفي بعضها كانوا يخفون
وجعله عبد اللّه بن المغفل حدثا في الإسلام وروى أبو الجوزاء عن عائشة قالت كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد للّه رب العالمين ويختمها بالتسليم
حدثنا أبو الحسن عبيد اللّه بن الحسين الكرخي رحمه اللّه قال حدثنا الحضرمي قال حدثنا محمد بن العلاء حدثنا معاوية بن هشام عن محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم عن عبد اللّه قال ما جهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في صلاة مكتوبة ببسم اللّه الرحمن الرحيم
ولا أبو بكر ولا عمر فإن قال قائل إذا كان عندك أنها آية من القرآن في موضعها فالواجب الجهر بها كالجهر بالقراءة في الصلوات التي يجهر فيها بالقرآن إذ ليس في الأصول الجهر ببعض القراءة دون بعض في ركعة واحدة قيل له إذا لم تكن من فاتحة الكتاب على ما بينا وإنما هي على وجه الابتداء بها تبركا جاز أن لا يجهر بها ألا ترى أن قوله تعالى [إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ] الآية هو من القرآن ومن استفتح به الصلاة لا يجهر به مع الجهر بسائر القراءة كذلك ما وصفنا قال أبو بكر وما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من إخفائها يدل على أنها ليست من الفاتحة إذ لو كانت منها لجهر بها كجهره بسائرها فإن احتج محتج بما روى نعيم المجمر أنه صلى وراء أبى هريرة فقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم ثم لما سلم قال إنى لأشبهكم صلاة برسول


الصفحة التالية
Icon