أحكام القرآن (الجصاص)، ج ٥، ص : ٢١٢
سبعة أصناف ذكروا في قوله حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ إلى قوله وَبَناتُ الْأُخْتِ والصهر خمسة أصناف ذكروا في قوله وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ إلى قوله وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ قال أبو بكر والتعارف في الأصهار أنهم كل ذي رحم محرم من نساء من أضيف إليه ذلك ولذلك قال أصحابنا فيمن أوصى لأصهار فلان إنه لكل ذي رحم محرم لنساء فلان وهو المتعارف من مفهوم كلام الناس قال والأختان أزواج البنات وكل ذات محرم من المضاف إليه الختن وكل ذي رحم محرم من الأزواج أيضا وقد يستعمل الصهر في موضع الختن فيسمون الختن صهرا قال الشاعر :
سميتها إذ ولدت تموت والقبر صهر ضامن زمِّيت
فأقام الصهر مقام الختن وهو محمول على المتعارف من ذلك قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً الآية روى شمر بن عطية عن ابن سلمة قال جاء رجل إلى عمر ابن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين فاتتنى الصلاة فقال أبدل ما فاتك من ليلك في نهارك فإن اللّه جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا وروى يونس عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد وعبد اللّه بن عتبة أنهما أخبرا عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من نام عن جزئه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل
وقال الحسن جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً جعل أحدهما خلفة للآخر إن فات من النهار شيء أدركه بالليل وكذلك لو فات من الليل قال أبو بكر هذا في نحو قوله وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها
وقد روى عن مجاهد في قوله خِلْفَةً أحدهما أسود والآخر أبيض وقيل يذهب أحدهما ويجيء الآخر وقوله تعالى وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً روى ابن أبى نجيح عن مجاهد هَوْناً قال بالوقار والسكينة وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً قال سدادا وعن الحسن أيضا يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً حلماء لا يجهلون على أحد وإن جهل عليهم حلموا قد براهم الخوف كأنهم القداح هذا نهارهم ينتشرون به في الناس
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً قال هذا ليلهم إذا دخل يراوحون بين أطرافهم فهم بينهم وبين ربهم وعن ابن عباس يمشون عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً قال بالتواضع لا يتكبرون وقوله