أحكام القرآن (الجصاص)، ج ٥، ص : ٣٦٦
لاستجازته الكذب والحلف عليه والحلاف اسم لمن أكثر الحلف بحق أو باطل وقد نهى اللّه عن ذلك بقوله وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ وقوله تعالى هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ يعنى وقاعا في الناس عائبا لهم بما ليس فيهم وقوله مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ يعنى ينقل الكلام من بعض إلى بعض على وجه التضريب بينهم وقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لا يدخل الجنة قتات يعنى النمام
وقوله تعالى عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ قيل في العتل أنه الفظ الغليظ والزنيم الدعي وحدثنا عبد الباقي بن قانع قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري قال حدثنا الوليد بن عتبة قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن عثمان بن عمير البجلي عن شهر ابن حوشب عن شداد بن أوس قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا عتل زنيم قلت وما الجواظ قال كل جماع قلت وما الجعظري قال الفظ الغليظ قلت وما العتل الزنيم قال رحب الجوف
آخر سورة نون.
سورة سأل سائل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ روى أبو سلمة عن عائشة قالت كان أحب الصلاة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما ديم عليه وقرأت الذين هم على صلاتهم دائمون وعن ابن مسعود قال دائمون على مواقيتها وعن عمران بن حصين في الآية قال الذي لا يلتفت في صلاته وقوله تعالى لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ روى عن ابن عباس الذي يسئل والمحروم الذي لا يستقيم له تجارة وقال أبو قلابة المحروم من ذهب ماله وقال الحسن بن محمد بعث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم سرية فغنمت فجاء آخرون بعد ذلك فنزلت فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وعن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن المحروم من حرم وصيتهقال أبو بكر قد ذكرنا فيما تقدم معنى المحروم واختلافهم فيه آخر سورة سأل سائل.
سورة المزمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا روى زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة انبئينى عن قيام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالت أما تقرأ هذه السورة يا أَيُّهَا