قال: يا نبي الله أراك في الدنيا فأما في الآخرة فإنك ترفع عنا بفضلك، فلا نراك، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرني أبو نعيم الحافظ فيما أذن لي في روايته قال: أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال قال: حدثنا عبد الله بن عمان العائذي قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن الاسود، عن عائشة قالت: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يارسول الله إنك لاحب إلي من نفسي وأهلي وولدي، وإني لاكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد رسول الله ﷺ شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية - ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين - الآية.
* قوله: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم) الآية قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول الله ﷺ منهم عبد الرحمن ابن عوف والمقداد بن الاسود وقدامة بن مظعون وسعد بن أبي وقاص كانوا يلقون من
المشركين أذى كثيرا ويقولون: يارسول الله ائذن لنا في قتال هؤلاء، فيقول لهم: كفوا أيديكم عنهم فإني لم أومر بقتالهم، فلما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة، وأمرهم الله تعالى بقتال المشركين كرهه بعضهم وشق عليهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد العدل قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيان قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي قال: سمعت أبي يقول: أخبرنا الحسين ابن واقد، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس أن عبد الرحمن وأصحابه أتوا إلى النبي ﷺ بمكة، فقالوا: يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا سرنا أذلة، فقال: إني أمرت بالعفو، فلا تقاتلوا والقوم، فلما حوله الله