(١) يريد قوله تعالى ﴿ ولا تجسسوا ﴾ - ﴿ ولا تنابزوا ﴾
فهذان موضعان كل واحد منهما بعد لفظ ولا وهما من قبل قوله - وقبائل لتعارفوا - والكل في سورة الحجرات وقوله جلا ليس برمز لورش فهو موهم ذلك فإن جميع الأبيات يقيد فيها بأنها عنه أوله ويروى فيفهم عود ذلك إلى البزي وكل بيت خلا من شيء من ذلك لم يكن فيه ما يوهم رمزا لأنه مجرد تعداد المواضع فيكون القيد فيما بعدها شاملا للجميع كقوله تكلم في الأنفال البيتين فإن الجميع تقيد بقوله في البيت الآخر ﴿ هل تربصون ﴾
عنه فإن قلت فهذا البيت أيضا قد تقيد في البيت بعده من قوله عنه على وجهين قلت تكون الهاء في عنه عائدة على مدلول جلا فالإيهام باق بحاله بخلاف ما تقدم فإنه لم يسبقه ما يوهم الرمز به والضمير في جلا لقوله ﴿ لتعارفوا ﴾
أي كشف عن الحرفين اللذين قبله بدلالته عليهما فهذا آخر الكلمات المعدودة أحدا وثلاثين المشددة للبزي بلا خلاف منها سبعة بعد متحرك وأربعة عشر بعد حرف مد وعشرة بعد ساكن صحيح والذي قبله حرف مد منه واحد بعد الواو وهو - عنه تلهى - وثلاثة عشر بعد الألف ثم ذكر له موضعين آخرين اختلف عنه فيهما فقال
٥٣٣ [ وكنتم تمنون الذي مع تفكهون % عنه على وجهين فافهم محصلا ]
١- يعني ﴿ تكاد تميز ﴾ - ( لما تخيرون ) - ﴿ فأنت عنه تلهى ﴾
ولا يمنع تشديد التاء من صلة الهاء في عنه بواو على أصله بل يصل ويشدد فيقع التشديد بعد حرف مد هو الواو فيبقى مثل - ولا تيمموا - فهذا معنى قوله قبله الهاء وصلا أي وصل الهاء بواو وتمم الناظم البيت بذلك زيادة في البيان خوفا من ترك الفطن لذلك كما أنه يترك الصلة في نحو - لعلمه الذين - ويستظهر بقول الناظم ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن وقد تقدم الفرق بينهما في سورة أم القرآن في شرح قوله ومن دون وصل ضم ها قبل ساكن وفي أول باب هاء الكناية وقد ذكر مكي - عنه تلهى - في جملة ما قبله حرف مد ولولا الصلة لعده في جملة ما قبله متحرك والله أعلم
٥٣٢ [ وفي الحجرات التاء في لتعارفوا % وبعد ولا حرفان من قبله جلا ]