وتجوز الإعادة بلا فاء قال سبحانه في موضع آخر ﴿ إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ﴾
سمى نحو هذا بدلا باعتبار أنه عوض منه وإلا فهو بالتأكيد أشبه على اصطلاح النحويين وبهذا عبر عنه الزمخشري كما سبق ذكره وأما على قراءة من غاير بين الفعلين غيبة وخطابا فالثانية عطف على الأولى لا بدل كقولك ما قام زيد فلا تظننه قائما وذكر الشيخ أبو علي في الحجة وجه البدل ونص على زيادة الفاء في - فلا - ومنع من وجه العطف وقال ليس هذا موضع العطف لأن الكلام لم يتم ألا ترى أن المفعول الثاني لم يذكر بعد وفيما قاله نظر والله أعلم
٥٨٥ [ هنا قاتلوا أخر ( ش ) فاء وبعد في % براءة أخر يقتلون ( ش ) مردلا ] (١) يعني - وجهي لله - فتحها نافع وابن عامر وحفص وإني موضعان أحدهما ﴿ وإني أعيذها ﴾
فتحها نافع وحده والآخر ﴿ أني أخلق لكم من الطين ﴾
فتحها نافع وابن كثير وأبو عمرو غير أن ( أني )
مفتوحة في قراءة غير نافع فلفظ بها في البيت على قراءة نافع
١- يعني قوله تعالى ﴿ وقاتلوا وقتلوا ﴾ وفي براءة ﴿ فيقتلون ويقتلون ﴾
قدم الجماعة في الموضعين الفعل المبني للفاعل على الفعل المبني للمفعول وعكس ذلك حمزة والكسائي في الموضعين فأخرا المبني للفاعل وقدما المبني للمفعول ووجهه من جهة المعنى أنهم - قاتلوا وقتلوا - بعد ما وقع القتل فيهم وقتل بعضهم لا أن القتل أتى على جميعهم وهو كالمعنى السابق في قوله - قتل معه ربيون كثير فما وهنوا - وقوله شفاء مصدر في موضع الحال أي أخره ذا شفاء والشين فيه وفي شمردلا رمز ولو اختصر على الأخير لحصل الغرض ولكن كرر زيادة في البيان لأنه محتاج إلى كلمة يتزن بها البيت في موضع شفاء فلو أتى بكلمة ليس أولها شين لكانت رمزا لمن دل عليه أول حروفها فعدل إلى كلمة أولها رمز القارئ خوفا من اللبس والشمردل الخفيف والله أعلم
٥٨٦ [ ويا آتها وجهي وإني كلاهما % ومني واجعل لي وأنصاري الملا ]