﴿ أنها إذا جاءت لا يؤمنون ﴾
بكسر السين وفتحها لغتان واللام ساكنة فيهما ويقال أيضا بفتح السين واللام ومعنى الجميع المسالمة والمصالحة يريد - وإن جنحوا للسلم - ولهذا قال فاجنح لها لما كان السلم بمعنى المسالمة والذي في سورة القتال ﴿ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم ﴾ (١) يريد ﴿ وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا ﴾
هذه هي الثانية تذكير يكن وتأنيثها لأن الفعل مسند إلى مائة وتأنيثها غير حقيقي وقد وقع الفصل بين الفعل وبينها فحسن التذكير وأ التأنيث فهو الأصل نظرا إلى لفظ علامة التأنيث في مائة والثالث قوله تعالى بعد ذلك ﴿ فإن يكن منكم مائة صابرة ﴾
الكلام فيه كما سبق في الثانية لكن أبو عمرو فرق بينهما في قراءته فأنث الثالث كما وصف المائة بقوله صابرة فتأكد التأنيث في الموصوف بتأنيث الصفة فقوى مقتضى مشاكلة التأنيث في يكن وإنما قال ثاني وثالث لأن قبلهما أول لا خلاف في تذكيره وهو ﴿ إن يكن منكم عشرون ﴾
وبعدهما رابع لا خلاف في تذكيره أيضا وهو ( وإن يكن منكم ألف )
ودلنا على أن مراده التذكير في الثاني والثالث إطلاقه وعدم تقييده وأما

__________
١- ومعنى قوله فطب صلا أي ذكاء لأنه قد سبق أن صلاء النار هو استعارها ويعبر به عن الذكاء كما يقال هو يتوقد ذكاء ويجوز أن تكون إشارة إلى نار القرى التي يهتدي بها الأضياف والتي تصلح طعامهم أي طب نارا على معنى طب قرى لأضيافك أي طب علما لمن قصدك مستفيدا فصلا تمييز والله أعلم
٧٢٢ [ وثاني يكن ( غ ) صن وثالثها ثوى % وضعفا بفتح الضم ( ف ) اشيه ( ن ) فلا ]


الصفحة التالية
Icon