قلت لأن تقدير كلامه الخلف في الهمز للبزي هلهلا قصده لا خلف في الهمز عن غير البزي وهو المراد والله أعلم
٨٠٩ [ ومن قبل فيهم يكسر النون نافع % معا يتوفاهم لحمزة وصلا ] (١) يريد - فإن الله لا يهدي من يضل - كما قال في موضع آخر - من يضلل الله فلا هادي له - أي من يضلله فلا يهدي فالفعل مبني لما لم يسم فاعله فقوله يهدي فاعل سما وكاملا حال منه وقرأ الكوفيون بفتح الياء وكسر الدال على إسناد الفعل إلى الفاعل أي لا يهدي الله من يضله أو يكون يهدي بمعنى يهتدي كما تقدم في يونس ثم قال الناظم وخاطب يروا يريد - أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء - أي اقرأه بالخطاب جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه وشرعا مفعول مطلق أي شرع ذلك شرعا أو في موضع الحال أي ذا شرع فإن كان حالا من المفعول فتقديره مشروعا وإن كان من فاعل خاطب فتقدير ناطقا بما هو مشروع ثم قال والآخر بكسر الخاء يريد - ألم تروا إلى الطير مسخرات الخطاب فيه لحمزة وابن عامر والأول لحمزة والكسائي ولو فتحت الخاء من الآخر لم يتضح الأمر لإبهامه فلم يعلم الذي قرأ الكسائي من الذي قرأه ابن عامر إلا بقرينة تقدم الذكر وذلك قد يخفى وقد ترك الناظم الترتيب في مواضع وقوله في كلا أي في لفظ وحراسة وهو ممدود ووجه القراءتين في الموضعين ظاهر والله أعلم
٨١١ [ ورا مفرطون اكسر ( أ ) ضا يتفيؤا المؤنث % للبصري قبل تقبلا ] + أي ذا أضاء أو مشبها أضاء في الانتفاع بعلمك كما ينتفع بمائه والإضاء جمع أضاة بفتح الهمزة وهو الغدير والجمع بكسر الهمزة والمد كأكام وبفتحها والقصر كفتى ومفرطون بالكسر من أفرط في المعصية إذا تغلغل فيها وبالفتح أي مقدمون إلى النار من أفرطته إذا قدمته في طلب الماء أو هم منسيون من رحمة الله من أفرطت فلانا خلفي إذا تركته ونسبته وأما يتفيؤ ظلاله - فهو في التلاوة قبل مفرطون أخره ضرورة النظم فلهذا قال قبل أي قبل مفرطون ووجه التأنيث والتذكير فيه ظاهر لأن تأنيث الظلال غير حقيقي والله أعلم
١- يعني نون - تشاقون فيهم - وإنما لم يقله بهذه العبارة لأنها لا تستقيم في النظم إلا مخففة القاف ولم يقرأ أحد بذلك وكسر نافع وحده النون وفتحها الباقون والكلام في ذلك كما سبق في - تبشرون - في الحجر
ولم يشدد أحد النون هنا وقوله معا هو حال من - يتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم - الذين تتوفاهم الملائكة طيبين - قرأهما حمزة بالياء على التذكير وإطلاقه دل على ذلك والباقون قرءوهما بالتأنيث ووجههما ظاهر وفي وصلا ضمير تثنية
٨١٠ [ سما ( ك ) املا يهدي بضم وفتحة % وخاطب تروا ( ش ) رعا والآخر ( ف ) ي ( ك ) لا ]