( في عين حامية )
هذه القراءة بزيادة ألف بعد الحاء وبياء صريحة بعد الميم أي حارة من حميت تحمي فهي حامية قال أبو علي ويجوز أن تكون فاعلة من الحمأ فخففت الهمزة بقلبها ياء محضة قلت لأنها مفتوحة بعد مكسورة فإبدالها ياء وهو قياس تخفيفها على ما سبق في باب وقف حمزة وفي هذا الوجه جمع بين معنى القراءتين كما يأتي ثم تمم الكلام في بيان هذه القراءة في البيت الآتي وأخبر عن لفظ صحبة بقوله كلا أي حفظ كما أخبر عنها فيما تقدم بقوله تلا وفي موضع آخر ولا لأنه مفرد
٨٥٠ [ وفي الهمز ياء عنهم و ( صحاب ) هم % جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا ] (١) رمز في المواضع الثلاثة لمن فتح السين فيها والفتح والضم لغتان فموضعان منها هنا حتى إذ بلغ بين السدين ﴿ على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ﴾ والذي في يس موضعان ﴿ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ﴾
أي الضم مفتوح فيهما وفي يس ولولا أن الخلاف في السين واقع بين الضم والفتح دون الرفع والنصب لكان قوله على حق السدين وهما أنه بالضم لإطلاقه ويكون قوله الضم مفتوح مختصا بسدا ولكن ما ذكره في الخطبة من قوله وفي الرفع والتذكير والغيب مختص بالرفع والرفع غير الضم
١- فالقراءة الأخرى بالقصر والهمز حمئة أي فيها الحمأة وهو الطين الأسود
وروي أن معاوية سأل كعبا أين تجد الشمس تغرب في التوراة
فقال في ماء وطين وفي رواية في حمأة وطين وفي أخرى في طينة سوداء أخرجهن أبو عبيد في كتابه وروى في شعر تبع في ذي القرنين
( فرأى مغيب الشمس عند مائها % في غير ذي خلب دثاط حرمد )
أي في عين ماء ذي طين وحمأ أسود قال الزجاج يقال حميت البئر فهي حمئة إذا صار فيها الحمأة
ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة قال وقد تكون حارة ذات حمأة يعني جمعا بين القراءتين
وقرأ مداول صحاب ( فله جزاء الحسنى ) أي فله الحسنى جزاء فجزاء مصدر منصوب في موضع الحال
المعنى فله الحسنى مجزية أو مجزيا بها
والمراد بالحسنى على هذه القراءة الجنة وقرأ الباقون بإضافة جزاء إلى الحسنى
قال الفراء الحسنى حسناته فله جزاؤها وتكون الحسنى الجنة ويضيف الجزاء إليها وهي هو كما قال دين القيمة ولدار الآخرة
وقال أبو علي له جزاء الخصال الحسنة التي أتاها وعملها واختار أبو عبيد قراءة النصب وقال أبو علي قال أبو الحسن هذا لا تكاد العرب تتكلم مقدما إلا في الشعر وقول الناظم وأقبلا أراد وأقبلن فأبدل من نون التأكيد الخفيفة ألفا
٨٥١ [ ( على ح ) ق السدين سدا ( صحاب حقق % الضم مفتوح ويس ( ش ) د ( ع ) لا ]