غير أبي عمرو وابن كثير وحفص فبتشديد إن وهذان بألف
قال أبو عبيد ورأيتها أنا في الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان بن عفان بهذا الخط - هذان - ليس فيها ألف وهكذا رأيت رفع الاثنين في جميع ذلك المصحف بإسقاط الألف فإذا كتبوا النصب والخفض كتبوهما بالياء ولا يسقطونها
قلت فلهذا قرئت بالألف إتباعا للرسم واختارها أبو عبيد وقال لا يجوز لأحد مفارقة الكتاب وما اجتمعت عليه الأمة وقال الزجاج
أما قراءة أبي عمرو فلا أجيزها
لأنها خلاف المصحف وكلما وجدت إلى موافقة المصحف سبيلا لم أجز مخالفته لأن اتباعه سنة وما عليه أكثر القراء ولكني أستحسن إن هذان بتخفيف إن وفيه إمامان عاصم والخليل وموافقة أبي في المعنى وإن خالفه اللفظ
يروى عنه أنه قرأ / < ما هذان إلا ساحران > / وفي رواية إن ذان إلا ساحران قال ويستحسن أيضا ( إن هذا لساحران )
لأنه مذهب أكثر القراء وبه يقرأ
قال وهذا حرف مشكل على أهل اللغة وقد كثر اختلافهم في تفسيره
قلت مدار الأقوال المنقولة عنهم في ذلك على وجهين
أحدهما أن يكون هذان اسما لأن والآخر أن يكون مبتدأ فإن كان اسما لأن فلا يتوجه إلا على أنه لغة لبعض العرب يقولون هذان في الرفع والنصب والجر كما يلفظون لسائر الأسماء المقصورة
كعصى وموسى
وكذا ما معناه التثنية نحو كلا إذا أضيف إلى الظاهر اتفاقا من الفصحاء وإلى الضمير في بعض اللغات
قال الزجاج حكى أبو عبيد عن أبي الخطاب وهو رأس من رؤساء الرواة إنها لغة كنانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد
يقولون آتاني الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان ويقولون ضربته من أذناه ومن يشتري مني الحقان قال وكذلك روى أهل الكوفة أنها لغة بني الحارث ابن كعب وقال أبو عبيد كان الكسائي يحكي هذه اللغة عن بني الحارث بن كعب وخيثم وزبيد وأهل تلك الناحية
وقال الفراء أنشدني رجل من الأسد عن بعض بني الحارث
( فاطرق اطراق الشجاع ولو ترى % مساغا لناباه الشجاع لصمما )
قال وحكى عنه أيضا هذا خط يدا أخي أعرفه
قال أبو جعفر النحاس هذا الوجه من أحسن ما حملت عليه الآية إذ كانت هذه اللغة معروفة قد حكاها من يرتضي علمه وصدقه وأمانته منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقال إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيه وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة روى عنه سيبويه وغيره وقال غيره هي لغة بني العنبر وبني الهجيم
ومراد وعذرة وبعضهم يفر من الياء مطلقا في التثنية والأسماء الستة وعلى والي قال الراجز
( أي قلوص راكب تراها % طاروا على هن فطر علاها )
( إن أباها وأبا أباها % قد بلغا في المجد غايتاها )
قال هو بز الحارثي أنشده الكسائي
( تزود منا بين أذناه ضربة % دعته إلى هابي التراب عقيم )

__________


الصفحة التالية
Icon