لشهرة هذه اللفظة وكثرة دورها في القصيدة
كقوله والأرحام بالخفض جملا والنون بالخفض شكلا
فإن قيل لو أنه قال صحاب وحفص نصب خامسة الأخير لحصل الغرض ولم يبق لفظ موهم
قلت لكن تخيل عليه قراءة الباقين فإنها بالرفع وليس ضد النصب إلا الخفض فاقتحم حزونة هذه العبارة لكونها وافية بغرضه والألف في قوله أدخلا ضمير تثنية يرجع إلى التخفيف والكسر
أي أدخلا في لفظ أن غضب فالتخفيف في أن والكسر في ضاد غضب
أي قرأ نافع وحده ذلك فيكون أن مخففة من الثقيلة وغضب فعل ماض فاعله اسم الله فيجب رفعه فهو معنى قوله في البيت الآتي
ويرفع بعد الجر
أي بعد أن غضب يجعل الرفع موضع الجر في الكلمة المتصلة به وقراءة الجماعة واضحة يكون الغضب اسما مضافا إلى الله تعالى وهو اسم أن المشددة مثل ( أن لعنة الله عليه ) والنحويون يقولون إن ضمير الشأن مقدر
أي أنه لعنة الله وأن غضب الله ولو أن قراءة نافع بفتح ضاد غضب
كقراءة الجماعة فكانت على وزن لعنة الله
فيكون قد خفف أن فيها فقط لكانت أوجه عندهم لأنهم يستقبحون أن يلي الفعل أن المخففة حتى يفصل بينهما بأحد الحروف الأربعة بحرف النفي إن كان الكلام نفيا نحو - أن لا يرجع إليهم قولا - وإن كان إيجابا فبحرف قد في الماضي وبالسين أو سوف في المضارع نحو - علم أن سيكون - وكان القياس عندهم أن يقال أن قد غضب الله
قال أبو علي فإن قيل فقد جاء ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ( نودي أن بورك ) فليس يجري مجرى ما ونحوها مما ليس بفعل وقوله بورك على الدعاء قلت فكذا هنا يحمل غضب الله على الدعاء فلا يحتاج إلى حرف قد
٩١٤ [ ويرفع بعد الجر يشهد ( ش ) ائع % وغير أولي بالنصب ( ص ) احبه ( ك ) لا ] (١) أي ضم الدال وحجة حال من فاعل اكسر أو مفعوله
أي اقرأه ذا حجة مرضية
وأخبر عن صحبته بلفظ حلا كما سبق في صحبة كلا والهمز مجرور عطفا على وفي مده ولو رفع لكان له وجه حسن
أي وجلا درى في مده والهمز مصاحب له ولا يمنع كون صحبته رمزا من تقدير هذا المعنى كما لم يمنع في قوله كما حقه ضماه
أي حق أن يضم صاد الصدفين وداله على ما سبق شرحه فحصل من مجموع ما في البيت أن أبا عمرو والكسائي قرءا درى على وزن شريب وسكيت بكسر الدال والمد والهمز وحمزة وأبا بكر بضم الدال والمد والهمز على وزن مريق
قال الجرمي زعم أبو الخطاب أنهم يقولون مريق للعصفر وقرأ الباقون وهم
١- قد سبق شرح قوله ويرفع بعد الجر فالجر منصوب لأنه مفعول يرفع وليس مضافا إلى بعد لأن بعد مبني على الضم بحذف ما أضيف إليه
أي بعد قوله أن غضب وأما يوم تشهد عليهم ألسنتهم فيقرأ يشهد بالتذكير حمزة والكسائي
والباقون بالتأنيث
لأن تأنيث الألسنة غير حقيقي فجاز فيه الوجهان
قال أبو علي كلاهما حسن
وقد مر نحوه وأما غير ﴿ أولي الإربة ﴾ فنصبه على الحال أو على الاستثناء وخفضه على أنه صفة للتابعين أي الذين لا إربة لهم في النساء والإربة الحاجة ومعنى صاحبه كلا أي حفظ ذلك ونقله أو حرسه
٩١٥ [ ودري اكسر ضمه ( ح ) جة ( ر ) ضى % وفي مده والهمز ( صحبت ) ه ( ح ) لا ]