قال وهذا إذا أثبت في الخط فينبغي أن لا تحذف هاء الوقف من - حسابيه - وكتابيه - وأن يجري مجرى الموقوف عليه فهو وجه
وإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فشأنه في الفواصل حسن
قال غيره وأما من قرأ بغير ألف فهو الأصل المشتهر في كلامهم تقول رأيت الرجل بإسكان اللام ومن العرب من يجري القوافي في الإنشاد مجرى الكلام الموزون فيقول
( أقلى اللوم عاذل والعتاب % )
( واسئل بمصقله البكري ما فعل % )
فإذا كانوا يجرون القوافي مجرى الكلام غير الموزون فلأن يتركوا الكلام غير الموزون على حالته ولم يشبهوه بالموزون أولى والله أعلم
٩٧٠ [ مقام لحفص ضم والثان ( عم ) في الد % دخان وآتوها على المد ( ذ ) و ( ح ) لا ] - يريد - لا مقام لكم فارجعو - والثاني في الدخان ﴿ إن المتقين في مقام أمين ﴾
والأول فيها لا خلاف في فتحه وهو ﴿ وزروع ومقام كريم ﴾
كما أجمعوا على فتح مقام إبراهيم وقد سبق في مريم الكلام على القراءتين وإن المفتوح موضع القيام والمضموم بمعنى الإقامة وأراد ضم الميم الأولى ولا جائز أن تحمل على الميم الثانية لوجهين
أحدهما أن ذلك في الميم الثانية لو كان لعبر عنه بالرفع لا بالضم لأنها حركة إعراب
والثاني لو أريد ذلك لذكر معه التنوين لأنه من باب وبالرفع نونه - فلا رفث - ولا بيع - نونه - ولا خلة - ولا شفاعة - وارفعهن
وأما لآتوها - بالمد فإنه بمعنى أعطوها أي أجابوا إلى ما سئلوه وأتوها بالقصر بمني فعلوها وجاءوها يقال اثبت الخبر إذا فعلته والمعنى ثم سئلوا فعل الفتنة لفعلوها واختار أبو عبيد قراءة المد وقال قد جاءت الآثار في الذين كانوا يفتنون بالتعذيب في الله أنهم أعطوا ما سألهم المشركون غير بلال وليس في شيء من الحديث أنهم جاءوا ما سألهم المشركون ففي هذا اعتبار للمد في قوله - لآتوها - بمعنى أعطوها
قال أبو علي ومما يحسن المد قوله - سئلوا - والإعطاء مع السؤال حسن والمعنى لو قيل لهم كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك وحلا في آخر البيت مصدر مفتوح الحاء وليس بفعل ماض
حكى الشيخ في شرحه عن الناظم رحمهما الله يقال ذو حلا أي ذو حسن من حلى في عينه وصده يحلى قال ويقال أيضا حلى بالشيء أي ظفر به يحلى وقد قال ابن ولاد إن حلا لا يعرف يعني أن المصدر المعروف من هذين الفعلين إنما هو حلاوة

__________


الصفحة التالية
Icon