مجموع واستبرق جنس أضيف إليه الشاب كما أضيف إلى سندس كما تقول ثيابا خز وكتان ودل على ذلك قوله تعالى في سورة الكهف ﴿ ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ﴾
وأما - وما تشاءون - بالغيب والخطاب فظاهر وحصنا حال من فاعل خاطبوا أو مفعوله وهو تشاءون جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه أي ذوي حصن أو ذا حصن وقرأ أبو عمرو وحده - وإذا الرسل وقتت - بالواو وهو أصل الكلمة لأنها من الوقت قال الفراء أي جمعت لوقتها يوم القيامة وقال الزجاج جعل لها وقت وأجل للفصل والقضاء بين الأمم وقال أبو علي جعل يوم الدين والفصل لها وقتا كما قال ﴿ إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ﴾
وقال الزمخشري معنى توقيت الرسل أي تبيين وقتهم الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم
قلت كأنه والله أعلم بعد الوقوف من طول ذلك اليوم ومعاينة ما فيه من الأهوال الواقعة بالسماء والكواكب والجبال وغيرها ووقوع الخلائق في ذلك الكرب العظيم الذي يطلبون الخلاص منه لسرعة الفصل بينهم فيقصدون الرسل لذلك على ما جاء في حديث الشفاعة فحينئذ والله أعلم يبين لهم وقت الفصل بينهم وقوله - لأي يوم أجلت - تعظيم للوقت الذي يقع فيه الفصل والجزاء والمراد باليوم الحين والزمان ولطول يوم القيامة يعبر عن الوقت فيه ثم بين الناظم قراءة الباقين فقال
١٠٩٨ [ وبالهمز باقيهم قدرنا ثقيلا ( إ ) ذ % ( ر ) سا وجمالات فوحد ( ش ) ذا ( ع ) لا ]
أي همزوا الواو من وقتت فصارت همزة مضمومة وتلك لغة في كل واو مضمومة قالوا في وجوه أجوه وفي وعد أعد واختار هذه القراءة أبو عبيد لموافقة الكتاب مع كثرة قرائها وهي أيضا موافقة لقوله أجلت وثقل نافع والكسائي - فقدرنا - وخفف الباقون لقوله - فنعم القادرون - ووجه التثقيل قوله - من نطفة خلقه فقدره - أجمع على تشديده أي - فنعم القادرون - نحن على تقديره وقيل المخفف والمشدد بمعنى واحد وجمالات جمع جمالة وجمالة جمع جمل كجارة في جمع حجر وقيل جمالات جمع جمال كرجالات في جمع رجال ووجه القراءتين ظاهر ومضى معنى شذا علا