١١٦٠ [ وقد وفق الله الكريم بمنه % لإكمالها حسناء ميمونة الجلا ] (١) فاعل تزيد ضمير راجع إلى الأبيات لا إلى الألف فإن الألف تذكر وثلاثة نصب على التمييز وسبعين عطف عليه والتقدير وتزيد أيضا سبعين مع مائة فصار المجموع ألفا ومائة وثلاثة وسبعين وزهرا وكملا حالان من الضمير في تزيد الراجع إلى الأبيات أي هي زاهرة كاملة يعني مضيئة كاملة الأوصاف ويجوز أن يكونا صفتين للتمييز أي تزيد أبياتها على الألف أبياتا زاهرة وكاملة والوجه الأول أولى لأنه أعم وصفا لأنه يفيد وصف الجميع بخلاف الوجه الثاني
١١٦٢ [ وقد كسيت منها المعاني عناية % كما عريت عن كل عوراء مفصلا ] + أثنى في هذا البيت على معانيها وألفاظها فنصب عناية على أنه مفعولي كسيت أي أنه اعتنى بها فجاءت شريفة المعاني حسنة المباني وقابل بين الكسوة والعرى فقال كسيت معانيها عناية وعريت في التعبير عنها عن كل جملة عورا أي لا تنبيء عن المعنى المقصود فهي ناقصة معينة ونصب مفصلا على التمييز أي عن كل جملة عابت مفصلا والمفصل العضو أي عن كل ما قبح مفصله ويجوز أن يكون فاعل عريت ضميرا عائدا على القصيدة ومفصلا تمييز منه أي كما عريت مفاصلها عن العيوب وعني بذلك القافية أو جميع أجزاء القصيدة جعلها عروسا حسناء ميمونة الجلوة منزهة المفاصل عن العيوب على طولها وصعوبة مسلكها قال الشيخ رحمه الله وغيره ينظم أرجوزة يعني على قواف شتى فيضطره النظم إلى أن يأتي في قوافيها ومقاطعها وأجزائها بما تمجه الأسماع
١١٦٣ [ وتمت بحمد الله في الخلق سهلة % منزهة عن منطق الهجر مقولا ] + سهولة خلقها انقيادها لمن طلبها أي إن كل أحد ينقل منها القراءات إذا عرف رموزها من غير صعوبة ولا كلفة ونصب سهلة ومنزهة على الحال ومقولا تمييز وهو اللسان والهجر الفحش أي ليس فيها كلمة قبيحة يستحي من سماعها
١١٦٤ [ ولكنها تبغي من الناس كفؤها % أخائقة يعفو ويغضي تجملا ]
١- المن الأنعام وحسناء ميمونة حالان ومعنى ميمونة الجلا مباركة البروز أي كما ظهرت للناس كانت مباركة الطلعة وقد صدق رضي الله عنه فإن بركتها عمت كل من حفظها وأتقنها ولو لم يكن إلا كثرة الفوائد الحاصلة من ناظمها
١١٦١ [ وأبياتها ألف تزيد ثلاثة % ومع مائة سبعين زهرا وكملا ]