وجود ألفاظ مقاربة لمعنى اللفظ القرآني: بحيث يعبِّر كل واحد من المفسرين عن هذا اللفظ القرآني بأحد هذه الألفاظ المتقاربة (١)، وهذا قد يفضي إلى توهم الاختلاف في التفسير بينما هو في الحقيقة مجرد تباين في التعبير عن المعنى القريب للفظ، وحيث إن اللفظ القريب لا يطابق اللفظ المفسَّر تمام المطابقة في المعنى ساغ أن يعبَّر عنه بألفاظ مختلفة طالما كان كل منها يحمل قدراً من المعنى الموافق لمعنى اللفظ المفسَّر، ومثال ذلك تفسير كلمة أوحينا في قوله تعالى:" أوحينا إليك" (٢)، فمنهم من يفسر الوحي بمعنى : الإعلام، أو يقول غيره : أوحينا أي أنزلنا، فهذا كله – كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – تقريب لا تحقيق، فإن الوحي إعلام سريع خفي(٣). وكذلك في قوله تعالى:"يوم تمور السماء موراً"(٤) جاء في تفسيرها : تتحرك تحريكاً، وتدور دوراً، وتحركها لأمر الله، وموج بعضها في بعض(٥)، وهذه الألفاظ كلها مقاربة لمعنى المور وهو الجريان السريع(٦)، وقد يظن البعض أن هذا اختلاف وليس هو اختلاف حقيقي كما هو ظاهر.

(١) وإنما قلنا ألفاظ مقاربة لا مرادفة لقلة وقوع الترادف الحقيقي في اللغة
(٢) سورة النساء - ١٦٣
(٣) مجموع الفتاوى – ابن تيمية – ١٨٣/١٣
(٤) سورة الطور - ٩
(٥) انظر هذه الآثار في تفسير ابن كثير – ٥٧٣/٧
(٦) المفردات – الأصفهاني - ٤٨٠


الصفحة التالية
Icon