الاختلاف لغةً من اختلف ضد اتفق(١)، أما التفسير فهو لغةً من الفسر – بسكون السين - أي الإبانة وكشف المغطى، والتفسير لغةً أيضاً نظر الطبيب إلى الماء(٢) (ليستدل على المرض)، وقال الجرجاني : التفسير في الأصل الكشف والإظهار، وفي الشرع : توضيح معنى الآية وشأنها وقصتها والسبب الذي نزلت فيه بلفظ يدل عليه دلالة ظاهرة.(٣) ويمكن تعريف التفسير اصطلاحاً بأنه " علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية"(٤).
وعلى هذا يكون المراد بالاختلاف في التفسير عدم اتفاق الباحثين في القرآن الكريم على دلالة الآية أو اللفظ القرآني على مراد الله تعالى منها، بحيث يتوصل المفسر إلى معنى مغاير – ولو في الظاهر – لما توصل إليه غيره.
المطلب الثاني : مراتب التفسير :
لما كان التفسير ينقسم عموماً إلى قسمين كبيرين هما التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، وإن حقيقة وأسباب الاختلاف قد تتباين في كل منهما، فإنا نتناول هذين القسمين بكلمة موجزة فيما يلي:
أولاً : التفسير بالمأثور :

(١) القاموس المحيط - الفيروزآبادي
(٢) القاموس المحيط – الفيروزآبادي
(٣) التعريفات – الجرجاني - ٥٦
(٤) مناهل العرفان – الزرقاني - ٧/٢


الصفحة التالية
Icon