المبحث الثالث: اختلاف العلماء فى التفسير، هل هو من قبيل التصورات، أو من قبيل التصديقات؟
اختلف العلماء فى علم التفسير: هل هو من قبيل التصورات أو من قبيل التصديقات؟ فذهب بعضهم إلى أنه من قبيل التصورات. لأن المقصود منه تصور معانى ألفاظ القرآن، وذلك كله تعاريف لفظيه، وقد صرَّح بهذا الحكيم على المطوَّل حيث قال: "وما قالوا من أن لكل علم مسائل فإنما هو فى العلوم الحكمية، وأما العلوم الشرعية والأدبية فلا يتأتى فى جميعها ذلك، فإن علم اللغة ليس إلا ذكر الألفاظ ومفهوماتها، وكذلك التفسير والحديث".
وذهب السيد: إلى أن التفسير من قبيل التصديقات، لأنه يتضمن الحكم على الألفاظ بأنها مفيدة لهذه المعانآ، وعلى هذا يكون التفسير عبارة عن مسائل جزئية، مثل قولنا: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ [خطاب لأهل مكة، و ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو؟اْ﴾ خطاب لأهل المدينة، والاسم، معناه: الدال على المسمى، والله، معناه: الذات الأقدس، والرحمن، معناه: الحسن... وغير ذلك، ولا شك أن هذه قضايا جزئية.
* * *