هذا.. ولم نسمع أن فيلسوفاً من هؤلاء الفلاسفة الذين تحكَّمت الفلسفة فى عقولهم، ألَّف لنا تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم، وكل ما وجدناه لهم فى ذلك لا يعدو بعض أفهام قرآنية متفرَّقة فى كتبهم التى ألَّفوها فى الفلسفة. وأكثر مَن وجدنا له أثراً فى التفسير من هؤلاء الفلاسفة هو الرئيس أبو علىّ ابن سينا، إذ قد عُثِر له على تفسير قوله تعالى فى الآية [٣٥] من سورة النور: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ﴾... الآية وعلى تفسير سورة الإخلاص، والمعوذتين وبعض آيات أخرى، ولهذا سأعتبر ابن سينا الشخصية الأولى التى كان لها أكبر أثر فى التفسير الفلسفى، فأذكر نُبْذة عن حياته، ثم أعرض لمسلكه فى التفسير فأقول:


الصفحة التالية
Icon