* قال: وقد سُئل عن كبش إسماعيل الذى فُدِىَ به ما هو؟ الجواب: أنًَّ إسحاق عليه السلام هو المكنّى عنه بالكبش، وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه كان قد هَمَّ أن يأخذ العهد على إسماعيل لإسحاق عليه السلام، فأوحى الله تعالى إليه أن يأخذ العهد لإسماعيل على إسحاق ويقيمه ستراً عليه وحجاباً، وهو ما نصه الكتاب الكريم من قوله: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾: يعنى إسماعيل عليه السلام. ﴿قَالَ يابُنَيَّ إِنِّي؟ أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾: أى آخذ العهد عليك لإسحاق. ﴿فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ ياأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي؟ إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾: أى صابراً على ما تأمرنى به، مُسَلِّماً لأمرك... إلى قوله: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾، وهو ما أُمِرَ به من أخذ العهد على إسحاق لإسماعيل عليه السلام، فإسحاق المكنّى عنه بالكبش".
* قال عن ردم ذى القرنين: "الجواب: أن الإشارة بذى القرنين إلى مولانا أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه وقد قال فى بعض كلامه: "أنا ذو قرنى هذه الأمة"، والمعنى فى ذلك: أنه الحائز لرتبة الظاهر والباطن بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وكذلك كل إمام من ولده هو الحائز لهذه الرتبة، والردم بين يأجوج ومأجوج وبين البشر، هو مثل على العهد الكريم الذى حجز به بين أهل الظاهر وبين أهل الدعوة... وفى الرواية: "أنّ يأجوج ومأجوج قصار الخلق، مشوهو الصور، وأنهم لا يزالون يلحسون السد بألسنتهم فى الليل يطلبون خرقه، وأن ألسنتهم كمثل المبارد، فإذا طلع الفجر عليهم وأحسوا أصوات المؤذنين هربوا وعاد السد بحاله"، والمعنى فى ذلك أنّ "يأجوج ومأجوج" - كما تقدم به القول - هم أمثال أهل الظاهر، "وقصر قامتهم وشوه خلقهم" هو إشارة إلى قصور دينهم وقصورهم لخلاف الحق وأهله، ومعنى "لحسهم السد بألسنتهم فى الليل"، أنهم فى أيام الفترات يتبعون آثار الأولياء ويطلبون تبطيلاً للعهود والمواثيق والاطلاع على مذهب الحق والكفر فيه، "فإذا أذن المؤذنون"، يعنى أقام الدعاة الذين هم ممثول المؤذِّنين "هربوا"، يعنى قهقروا على أعقابهم وانكسروا وبطل سحرهم وتمويههم "وعاد السد إلى ما كان عليه" يعنى استقامت أمور الدعوة على ما كانت عليه من أخذ العهود والمواثيق والحراسة عن أهل الفساد والعناد".
* * *