( مميزات الأئمة وعلاماتهم )
"عن جميل بن دراج قال: روى عن غير واحد من أصحابنا أنه قال: لا تتكلموا فى الإمام، فإن الإمام يسمع الكلام وهو فى بطن أمه، فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، فإذا قام بالأمر رُفِعَ له فى كل بلد منار ينظر منه إلى أعمال العباد".
* "عن أبى جعفر قال: للإمام عشر علامات: يولد مطهّراً مختوناً، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين، ولا يجنب. وتنام عيناه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب، ولا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله ﷺ كانت عليه وفقاً، وإذا لبسهما غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً، وهو محدِّث إلى أن تنقضى أيامه".
* "عن أبى عبد الله قال: إنَّ الله خلفنا من نور عظمته، ثم صوَّر خلقنا من طينه مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد فى مثل الذى خلفنا منه نصيباً، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من تلكن ولم يجعل الله لأحد فى مثل الذى خلقهم منه نصيباً إلا للأنبياء، ولذلك صرنا نحن وهم الناس، وصار سائر الناس همجاً للنار وإلى النار".
* "وعن أبى جعفر قال: إن الله خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خُلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية: ﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾، وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه، وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوى إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: ﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ﴾.
* "عن سدير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدى، ثم استقبل البيت فقال: يا سدير، إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾ - ثم أومأ بيده إلى صدره - إلى ولايتنا، ثم قال: يا سدير، فأريك الصَّادِّين عن دين الله، ثم نظر إلى أبى حنيفة وسفيان الثورى فى ذلك الزمان وهم حلق فى المسجد فقال: هؤلاء الصَّادُّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتاب مبين، إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا فى بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحداً يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم".
* "عن أبى حمزة الثمالى قال: دخلتُ على علىّ بن الحسين عليهما السلام فاحتبستُ فى الدار ساعة، ثم دخلتُ البيت وهو يلتقط شيئاً، وأدخل يده من وراء الستر فناوله مَن كان فى البيت، فقلت: جُعِلتُ فداك، هذا الذى أراك تلتقطه أى شىء هو؟. فقال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا، نجعله سيحاً لأولادنا، فقلت: جُعِلتُ فداك، وإنهم ليأتونكم؟ فقال: يا أبا حمزة، إنهم ليزاحموننا عفى تكآتنا".
* "وعن أبى الحسن عليه السلام قال: ما من مَلَك يُهبطه الله فى أمر ما يهبطه إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر".
* "عن زرارة قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام: "سلونى عما شئتم فلا تسألونى عن شىء إلا أنبأتكم به". قال: إنه ليس أحد عنده علم شىء إلا خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام، فليذهب الناس حيث شاءوا، فواللهِ ليس الأمر إلا من ههنا، وأشار بيه إلى بيته".
* "عن أبى عبد الله فى قول الله عزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾، قال: هى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام".
* "عن أبى عبد الله فى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً﴾: كلمات فى محمد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام فى ذُرِّيتهم، ﴿فَنَسِيَ﴾، هكذا والله نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم".