وعند تفسيره لسورة الشورى يقول: "... ومن خواص القرآن روى عن رسول الله ﷺ أنه قال: "مَن قرأ السورة صلَّت عليه الملائكة وترحَّموا عليه بعد موته، ومَن كتبها بماء المطر وسحق بذلك الماء كحلاً واكتحل به مَن بعينه بياض قلعه وزال عنه كل ما كان عارضاً بعينه من الآلام بإذن الله"، وقال الصادق عليه السلام: مَن كتبها وعلَّقها عليه أمن من الناس، ومَن شربها فى سقر أنس".
* *
سورة الجاثية
وفى سورة الجاثية عند قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾، يروى: "عن ابن عباس أنه قال فى هذه الآية: الذين آمنوا: بنو هاشم وبنو عبد المطلب، والذين اجترحوا السيئات: بنو عبد شمس".
* *
سورة الأحقاف
وفى سورة الأحقاف عند قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً﴾.. إلخ، يروى: "عن أبى عبد الله قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين عليه السلام جاء جبريل إلى رسول الله ﷺ فقال: إن فاطمة تلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر فى الدنيا أم تلد غلاماً تكرهه، ولكنها كرهته لما علمت أنه سيُقتل، وفيه نزلت هذه الأية".
* *
سورة الفتح
وعند تفسيره لسورة الفتح يقول: "ومن خواص القرآن روى عن النبى ﷺ أنه قال: "مَن قرأ هذه السورة كتب الله له من الثواب كمَن بايع النبى ﷺ تحت الشجرة. وأوفى بيعته، وكمن شهد مع النبى ﷺ يوم فتح مكة، ومَن كتبها وجعلها تحت رأسه أمن من اللصوص، ومَن كتبها فى صحيفة وغسلها بماء زمزم وشربها كان عند الناس مسموع القول ولا يسمع شيئاً يمر عليه إلا وعاه".
* *
سورة الذارايات
وفى سورة الذاريات عند قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾، يروى: "عن أبى جعفر أنه قال: ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾: اختلف فى ولاية هذه الأمة، فمَن استقام على ولاية علىّ دخل الجنة، ومَن خالف ولاية علىّ دخل النار، وأما قوله: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ قال: يعنى علياً، مَن أفك عن ولايته أفك عن الجنة، فذلك قوله: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾.
* *
سورة المدثر
وعند قوله تعالى فى سورة المدثر: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾... إلى قوله ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾، روى "عن أبى جعفر عن أبيه عن جده، أن النبى ﷺ قال لعلىّ عليه السلام: يا علىّ، قوله عزَّ وجَلَّ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾: فالمجرمون هم المنكرون لولايتك،﴿قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الُخَآئِضِينَ﴾: فيقول لهم أصحاب اليمين: ليس من هذا اوتيتم، فما الذى سلككم فى سقر يا أشقياء؟ قالوا: ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾: فقالوا لهم: هذا الذى سلككم فى سقر يا أشقياء، ويوم الدين: يوم الميثاق، حيث جحدوا وكذَّبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا".
* *
وفى سورة النبأ عند قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَاباً﴾، يروى "عن أبى عبد الله أنه قال: ﴿لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَاباً﴾ قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صواباً، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نحمد ربنا ونُصلِّى على نبينا، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا".
* * *
"تمت بحمد الله النُقُول التى كتبها فضيلة الدكتور محمد حسين الذهبى رحمه الله، وقد راعينا - بقدر الإمكان - أن تكون التعليقات عليها مما كتبه فضيلته فى الجزء الثانى من التفسير والمفسرون حيث لم يتيسر له - رحمه - الله التعليق على هذه النُقُول فى حياته".
والله نسأل أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يجعل علينا - فى هذا الكتاب - فى الميزان...
﴿يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾...
وآخر دعوانا: ﴿أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
محمد الأنور أحمد البلتاجى
* * *


Icon