( اليونسية - النصيرية والإسحاقية )
* اليونسية:
أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمى مولى آل يقطين، زعم أنّ الملائكة تحمل العرش، والعرش يحمل الرب تعالى، إذ قد ورد فى الخبر: أن الملائكة تئط أحياناً من وطأة عظمة الله تعالى على العرش، وهو من مشبهة الشيعة وقد صنَّف لهم كتباً فى ذلك.
* النصيرية والإسحاقية:
من غلاة الشيعة، ولهم جماعة ينصرون مذهبهم وينوبون عن أصحاب مقالاتهم، وبينهم خلاف فى كيفية إطلاق اسم الإلهية على الأئمة من أهل البيت، قالوا: "ظهور الروحانى بالجسد الجسمانى أمر لا ينكره عاقل، إما فى جانب الخير كظهور جبريل عليه السلام ببعض الأشخاص والتصور بصورة أعرابى، والتمثل بصورة البَشر، وغما فى جانب الشر كظهور الشيطان بصورة الإنسان حتى يعمل الشر بصورته، وظهور الجن بصورة بَشر حتى يتكلم بلسانه، فلذلك نقول: إن الله تعالى ظهر بصورة أشخاص، ولما لم يكن بعد رسول الله ﷺ شخص أفضل من علىّ عليه السلام، وبعده أولاده المخصوصون هم خير البرية، فظهر الحق بصورتهم ونطق بألسنتهم وأخذ بأيديهم، فعن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم، وإنما أثبتنا هذا الاختصاص لعلىّ دون غيره، لأنه كان مخصوصاً بتأييد من عند الله تعالى مما يتعلق بباطن الأسرار، قال النبى صلى الله عليه وسلم: "أنا أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر"، وعن هذا كان قتال المشركين إلى النبى ﷺ وقتال المنافقين إلى علىّ، وعن هذا شبهه بعيسى ابن مريم"، وقال: "لولا أن يقول الناس فيك ما قالوا فى عيسى ابن مريم وإلا قلت فيك مقالاً"، وربما أثبتوا له شركة فى الرسالة إذ قال: "فيكم مَن يقاتل على تأويله كما قاتلتُ على تنزيله، ألا وهو خاصف النعل" فعلم التأويل، وقتال المنافقين، ومكالمة الجن، وقلع باب خيبر لا بقوة جسدانية، من أدل الدليل على أنَّ علىّ فيه جزءً إلهياً وقوة ربانية، أو يكون هو الذى أظهر الإله بصورته وخلق بيده وأمر بلسانه، وعن هذا قالوا: كان هو موجوداً قبل خلق السموات والأرض، قال: كنا أظلة على يمين العرش فسبَّحنا فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا، فتلك الظلال وتلك الصورة العرية عن الأظلال هى حقيقة وهى مشرقة بنور الرب تعالى إشراقاً لا ينفصل عنها سواء أكانت فى هذا العالم أو فى ذلك العالَم، وعن هذا قال: أنا من أحمد كالضوء من الضوء، يعنى لا فرق بين النورين إلا أن أحدهما أسبق والثانى لاحق به. قال له: وهذا يدل على نوع شركة، فالنصيرية أميل إلى تقرير الجزء الإلهى، والإسحاقية أميل إلى تقرير الشركة فى النبوة، ولهم اختلافات أُخَر لم نذكرها.
وقد نجزت الفرق الإسلامية وما بقت إلا فرقة الباطنية، وقد أوردهم أصحاب التصانيف فى كتب المقالات، إما خارجة عن الفرق وإما داخلة فيها... بالجملة هم قوم يخالفون اثنتين وسبعين فرقة.


الصفحة التالية
Icon