وقالت القطيعية من الإمامية الرافضة كلهم، وهم جمهور الشيعة، ومنهم المتكلمون والنظارون والعدد العظيم، بأن محمد بن الحسن بن علىّ بن محمد ابن علىّ بن موسى بن جعفر بن علىّ بن الحسين بن علىّ ابن أبى طالب حى لم يمت ولا يموت حتى يخرج فيملأ الدنيا عدلاً كما مُلِئَتْ جوراً، وهو عندهم المهدى المنتظر.
ويقول طائفة منهم: إنّ مولد هذا الذى لم يُخلق قط فى سنة سنتين ومائتين، نسة موت أبيه، وقالت طائفة منهم: بل بعد موت أبيه بمدة، وقالت طائفة منهم: بل فى حياة أبيه، ورووا ذلك عن حكيمة بنت محمد بن علىّ بن موسى، وأنها شهدت ولادته وسمعته يتكلم حين سقط من بطن أمه يقرأ القرآن، وأن أمه "نرجس"، وأنها كانت هى القابلة. وقال جمهورهم: بل أمه "صقيل"، وقالت طائفة منهم: بل أمه "سوسن".
وكل هذا هوس، ولم يعقب الحسن المذكور لا ذكراً ولا أنثى، فهذا أول نوك الشيعة ومفتاح عظيماتهم وأخفها وإن كانت مهلكة.
ثم قالوا كلهم إذ سئلوا عن الحُجَّة فيما يقولون؟ يقولون: حُجَّتنا الإلهام، وأنَّ مَن يخالفنا ليس لرشدة فكان هذا طريفاً جداً.
ليت شِعرى ما الفرق بينهم وبين عيار مثلهم يدعى فى إبطال قولهم الإلهام، وأن الشيعة ليسوا لرشدة، أو أنهم نوكة، أو أنهم جملة ذوو شعبة من جنون فى رؤوسهم؟
وما قولهم فيمَن كان منهم ثم صار فى غيرهم، أو مَن كان فى غيرهم فصار منهم، أتراه ينتقل من ولادة الغية إلى ولادة الرشدة، ومن ولادة الرشدة إلى ولادة الغية؟
فإن قالوا: حكمه لما يموت عليه، قيل لهم: فلعلكم أولاد غية إذ لا يؤمن رجوع الواحد فالواحد منكم إلى خلاف ما هو عليه.
والقوم بالجملة ذوو أديان فاسدة وعقول مدخولة وعديمو حياء، ونعوذ بالله من الضلال.
وذكر عمرو ابن خولة الجاحظ - وهو وإن كان أحد المجَّان ومَن غلب عليه الهزل وأحد الضالين المضلين، فإننا ما رأينا له فى كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتاً لها وإن كان كثيراً لا يراد كذب غيره - قال: أخبرنى أبو إسحاق إبراهيم النظام، وبشر بن خالد، أنهما قالا لمحمد بن جعفر الراضى - المعروف بشيطان الطاق -: ويحك، أما استحييت من الله أن تقول فى كتابك فى الإمامة: إن الله تعالى لم يقل قط فى القرآن: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ قالا: فضحك واللهِ شيطان الطاق ضحكاً طَويلاً حتى كأنَّا نحن الذين أذنبنا.
قال النظام: وكنا نكلم علىّ بن ميتم الصابونى وكل من شيوخ الرافضة ومتكلميهم، فنسأله: أرأىٌ أم سماع عن الأئمة؟ فينكر أن يقوله برأى، فتخبره بقوله فيها قبل ذلك، فواللهِ ما رأيته خجل من ذلك ولا استحيا لفعله هذا قط.
ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً: أنَّ القرآن مبدَّلٌ زِيدَ فيه ما ليس منه، ونقص منه كثير، وبُدِّل منه كثير - حاشا علىّ بن الحسين بن موسى بن محمد ابن إبراهيم بن موسى بن حعفر بن محمد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب - وكان إمامياً يظاهر بالاعتزال مع ذلك، فإنه كان ينكر هذا القول ويُكَفِّر مَن قاله، وكذلك صاحباه أبو يعلى ميلاد الطوسى وابو القاسم الرازى.
قال أبو محمد: القول بأنَّ بين اللوحين تبديلاً كفر صريح، وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت طائفة من الكيسانية بتناسخ الأوراح، وبهذا يقول السيد الحميرى الشاعر - لعنه الله - ويبلغ الأمر بمن يذهب إلى هذا أن يأخذ أحدهم البغل أو الحمار فيعذبه ويضربه ويعطشه ويجيعه، على إلى أن روح أبى بكر وعمر - رضى الله عهما - فيه!!
فاعجبوا لهذا الحمق الذى لا نظير له، وما الذى خصّ هذا البغل الشقى أو الحمار المسكين بنقل الروح إليه دون سائر البغال والحمير.
وكذلك يفعلون بالعنز على أنَّ روح أم المؤمنين رضى الله عنها فيها!!
وجمهور متكلميهم كهشام بن الحكم الكوفى، وتلميذه أبى علىّ الصكاك وغيرهما، يقول: إنَّ علم الله تعالى محدَث، وإنه لم يكن يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً، وهذا كفر صريح.
وقد قال هشام هذا فى حين مناظرته لأبى الهذيل العلاف: إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه، وهذا كفر صريح.
وكان داود الجوازى من كبار متكلميهم يزعم أنّ ربه لحم ودم على صورة الإنسان. ولا يختلفون فى أنَّ الشمس رُدَّت على علىّ بن أبى طالب مرتين، أفيكون فى صفاقة الوجه وصلابة الخد وعدم الحياء والجرأة على الكذب أكثر من هذا على قرب العهد وكثرة الخلق؟!
وطائفة منهم تقول: إنَّ الله تعالى يريد الشىء ويعزم عليه، ثم يبدو له فلا يفعله، وهذا مشهور للكيسانية.
ومن الإمامية مَن يجيز نكاح تسع نسوة!!
ومنهم مَن يُحرَّم الكرنب لأنه إنما نبت على دم الحسين ولم يكن قبل ذلك، وهذا من قِلَّة الحياء قريب مما قبله.