( الإمامية الإسماعيلية )
وأما الإمامية الإسماعيلية، فيرون أنَّ الإمامة بعد جعفر الصادق انتقلت إلى ابنه اسماعيل، بالنص من أبيه على ذلك، قالوا: وفائدة النص مع أنه مات قبل أبيه هو بقاء الإمامة فى عقبه، ثم انتقلت الإمامة من إسماعيل إلى ابنه محمد المكتوم، وهو أول الأئمة المستورين، وبعده تتابع أئمة مستورون إلى أن ظهر بالدعوة الإمام عبد الله المهدى رأس الفاطميين.
ثم إنّ هؤلاء الإمامية الإسماعيلية لقبوا بسبعة القاب، وبعض هذه الألقاب أسماء لبعض فِرقهم، وهذه الألقاب هى ما يأتى:
١- الإسماعيلية: لإثباتهم الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصادق كما قلناه.
٢- الباطنية: لقولهم بالإمام الباطن - أى المستور - أو لقولهم بأن للقرآن ظاهراً وباطناً، والمراد منه باطنه دون ظاهره.
٣- القرامطة: لأن أولهم الذى دعا الناس إلى مذهبهم رجل يقال له حمدان قرمط.
٤- الحرمية: لإباحتهم المحرَّمات والمحارم.
٥- السبعية: لأنهم زعموا أن النطقاء بالشرائع سبعة: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، ومحمد المهدى المنتظر سابع النطقاء، وبين كل اثنين من النطقاء سبعة أئمة يتممون شريعته، ولا بد فى كل عصر من سبعة بهم يُقتدّى وبهم يُهتدَى.
٦- البابكية أو الخرمية: لاتباع طائفة منهم بابك الخرمى الذى خرج بأذربيجان.
٧- المحمرة: للبسهم الحُمْرة أيام بابك، أو لتسميتهم المخالفين لهم حميراً.
* *
هذا ولا يفوتنا أن نقول: إن هذه الطوائف من الشيعة قد باد معظمها، وأشهر ما بقى منها إلى اليوم ثلاث فِرق، هى: الإمامية الإثنا عشرية، والإمامية الإسماعيلية (وهم المسمون بالباطنية)، والزيدية.
أما الإمامية الإثنا عشرية.. فينتشرون اليوم فى بلاد إيران، وبلاد العراق كما يوجد منهم جماعة بالشام.
وأما الإسماعيلية.. فينتشرون فى بلاد الهند، كما يوجدون فى نواح أخرى متفرقة، وزعيمهم أغاخان الزعيم الهندى الإسماعيلى المعروف، وهو من نسل الحسن بن الصبّاح صاحب قلعة الموت، والحسن هذا من نسل علىّ بن أبى طالب.
وأما الزيدية فيوجدون ببلاد اليمن.
إذن فالأجدر بنا أن نمسك عن موقف هذه الفِرق البائدة من تفسير القرآن، ما دامت قد بادت ولم يبق لها أثر، وما دمنا لم نقف لها على شىء فى التفسير أكثر من هذه النُبَذ المتفرقة التى وجدناها للبعض منهم وجمعناها من بطون الكتب المختلفة.
والذى يستحق عنايننا وبحثنا بعد ذلك، هو تلك الفرق الثلاث التى لا تزال موجودة إلى اليوم محتفظة بتعاليمها وآرائها. وسنبدأ أولاً بالإمامية الإثنى عشرية، ثم بالإمامية الإسماعيلية، ثم بالزيدية.
* * *


الصفحة التالية
Icon