الْإِبَاحَة تقريرًا زَائِدا١على مَا تقرر بقوله: ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً﴾ ٢ثمَّ أَمرهم بالتقوى؛ وَذَلِكَ مشْعر بِأَن تَحْرِيم مَا أحل الله خَارج عَن دَرَجَة التَّقْوَى.
فخرَّج إِسْمَاعِيل القَاضِي من حَدِيث أبي قلَابَة، قَالَ: أَرَادَ نَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرفضوا الدُّنْيَا، وَتركُوا النِّسَاء، وترهبوا، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فغلظ عَلَيْهِم الْمقَالة، فَقَالَ: "إِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِالتَّشْدِيدِ، شَدَّدُوا على أنفسهم فَشدد الله عَلَيْهِم، فَأُولَئِك بقاياهم فِي الديار والصوامع، اعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم"٣قَالَ: وَنزلت فيهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ ٤... "٥.

١ - فِي النُّسْخَة الَّتِي نقلتُ مِنْهَا النَّص "زَائِدَة".
٢ - سُورَة الْمَائِدَة، الْآيَة: ٨٨.
٣ - هَذِه الرِّوَايَة أخرجهَا عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِير الْقُرْآن (١/١٩٢)، وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق أخرجهَا الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره (١٠/٥١٥). وَأَبُو قلَابَة لم يدْرك الْقِصَّة، فَالْحَدِيث مُرْسل. لَكِن أصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ، من رِوَايَة أنس.
٤ - سورةن الْمَائِدَة، الْآيَة: ٨٧.
٥ - الِاعْتِصَام (١/٤١٧، ٤١٨).


الصفحة التالية
Icon