الْجَانِب بفوائد قد لَا تُوجد عِنْد المتخصصين، الَّذين وهبوا حياتهم لكتاب الله بحثا فِي علومه وَتَفْسِيره.
وَلأَجل هَذِه المباحث الْقيمَة - فِي عُلُوم الْقُرْآن وَتَفْسِيره - وَصفه عُلَمَاء التراجم بِالْإِمَامَةِ فِي ذَلِك، فَقَالَ أَحْمد بَابا التنبكتي: "لَهُ الْقدَم الراسخ والإمامة الْعُظْمَى فِي الْفُنُون فقه - اوأصولاً وتفسيرًا وحديثا، وعربية وَغَيرهَا"١.
وَوَصفه مُحَمَّد مخلوف بالفقيه الأصولي، الْمُفَسّر الْمُحدث٢.
وَكَذَا قَالَ عَنهُ عمر رضَا كحالة٣.
واستفاد من أبي إِسْحَاق طائفةٌ من الباحثين الْمُتَأَخِّرين٤ فِي تَفْسِير الْقُرْآن وعلومه، وَهَذِه شَهَادَة لأبي إِسْحَاق بمعرفته بِهَذَا الْعلم الْجَلِيل. وَمن هَؤُلَاءِ الباحثين:
الدكتور فَهد بن عبد الرَّحْمَن الرُّومِي، فِي كِتَابه "بحوث فِي أصُول التَّفْسِير ومناهجه"٥.
والدكتور عبد الْعَزِيز بن عبد الفتاح الْقَارئ، فِي كِتَابه "تَفْسِير سُورَة الْعَصْر"٦.
والدكتور خَالِد بن عُثْمَان السبت، فِي كِتَابه "قَوَاعِد التَّفْسِير
٢ - انْظُر شَجَرَة النُّور الزكية، ص (٢٣١).
٣ - انْظُر مُعْجم المؤلفين (١/١١٨).
٤ - وَلَا يبعد أَن من الْمُتَقَدِّمين من اسْتَفَادَ مِنْهُ، إِلَّا أنني لم أَقف حَتَّى الْآن على أحد.
وَقد ذكر الشَّيْخ عبد الله مُحَمَّد دراز السَّبَب فِي عدم تداول الْعلمَاء أعظم كتاب للْإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي، وَهُوَ كتاب الموافقات. انْظُر الموافقات (١/ ١١) طبع دَار الْمعرفَة.
٥ - انْظُر مِنْهُ، ص (١٩، ٢٠) الأَصْل والحاشية.
٦ - انْظُر مِنْهُ، ص (٦).