إِذا أحلُّوا لَهُم شَيْئا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذا حرمُوا عَلَيْهِم شَيْئا حرَّموه" ١حَدِيث غَرِيب"٢.

١ - أخرجه الترمدي فِي سنَنه (٥/٢٧٨)، كتاب تَفْسِير الْقُرْآن، بَاب وَمن سُورَة التَّوْبَة، ح (٣٠٩٥) وَقَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عبد السَّلَام بن حَرْب، وغطيف بن أعين لَيْسَ بِمَعْرُوف فِي الحَدِيث.
وَأخرجه الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره (١٤/٢٠٩)، وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكُبْرَى (١٠/١١٦)، وَقَالَ سليم الْهِلَالِي: هُوَ حسن لغيره. انْظُر الِاعْتِصَام (٢/٨٧١) حَاشِيَته.
٢ - الِاعْتِصَام (٢/٨٧١).

المبحث الثَّالِث: مَعَ الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي فِي تَفْسِير الْقُرْآن بأقوال الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم
اهتم أَبُو إِسْحَاق الشاطبي بِنَقْل تَفْسِير الصَّحَابَة فِي الْآيَات الَّتِي احْتَاجَ إِلَى تَفْسِيرهَا فِي مؤلفاته، وَمَا ذَلِك إلاَّ دراية مِنْهُ بأهمية ذَلِك، فالصحابة هم الَّذين حَضَرُوا التن - زيل، وتلقوا علومهم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وهم الْعَرَب الَّذين يحْتَج بكلامهم فِي فهم مَعَاني الْقُرْآن الْكَرِيم.
وَإِلَيْك بعض الْأَمْثِلَة مِمَّا نَقله أَبُو إِسْحَاق رَحمَه الله تَعَالَى:
(١) قَالَ رَحمَه الله - عِنْد قَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ ١ -: "وَفِي رِوَايَة يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن مَا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم؟ قَالَ: تركنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أدناه، وطرفه فِي الْجنَّة، وَعَن يَمِينه جوادٌّ، وَعَن يسَاره جوادٌّ، وَعَلَيْهَا رجال يدعونَ من مر بهم: هَلُمَّ لَك، هَلُمَّ لَك، فَمن أَخذ مِنْهُم فِي تِلْكَ الطّرق انْتَهَت بِهِ إِلَى
١ - سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: ١٥٣.


الصفحة التالية
Icon