لعل من أبرز الصعوبات التي واجهت الباحث في مثل هذا الموضوع اتساع مادته، وتشتت مباحثه ودقة مسائله؛ ما يستدعي البحث في كتب التفسير، وعلوم القرآن، وما يتفرع عنها من كتب الإعجاز والمناسبة، وغيرها.
وكذلك صعوبة الوصول إلى بعض مراجعه القديمة التي لم تطبع منذ زمن بعيد، أو الكتابات الحديثة التي طبعت في بعض البلدان ولم تصل إلينا، وأيضاً بعض الرسائل الجامعية التي ما زالت حبيسة رفوف المكتبات، وقد أمكن التغلب على كثير من ذلك بفضل الله تعالى، حيث قيض سبحانه عدداً من الإخوة والسادة الأكارم، فتفضلوا بإعطاء الباحث أطروحاتهم، أو ما عندهم من هذه المراجع، أو بعثه بالبريد الإلكتروني، أو تجشموا مشقة البحث عن عدد آخر منها، وجلبه حتى من قطاع غزة والأردن ومصر وسوريا والسعودية.
ثم إن طول سورة البقرة والحجم الكبير الذي تحتله في كتب التفسير، ودراسة موضوع التناسب في الإطار الذي اخترته يحتاج إلى جهد دؤوب وعمل متواصل، أحمد الله تعالى أن أعانني عليه ووفقني لإتمامه.
محتويات البحث:
وقد قسمت هذا البحث إلى مقدمة وأربعة فصول، كان أولها للتعريف بشطري عنوان الأطروحة، والثاني للحديث عن أوجه التناسب القرآني وأنواعه، والفصل الثالث لأوجه التناسب الداخلية في سورة البقرة، فيما تحدث الفصل الرابع عن أوجه التناسب الخارجية في السورة الكريمة، وختمته بالخلاصة والتوصيات، والمسارد والفهارس، ثم ملخصاً باللغة الإنجليزية، وذلك على نحو ما تقدم في فهرست الموضوعات.
ولما كان هذا البحث لُحمته وسَداه الآيات القرآنية الكريمة، وإلحاق مسرد بالآيات، يحتاج، في تقدير الباحث، إلى ما لا يقل عن خمس وعشرين صفحة، فإنني لم ألحق مسرداً بالآيات الكريمة، وإنما اكتفيت بمسرد الأحاديث الشريفة، وفهارس الموضوعات والمصادر والأعلام الواردة في البحث.


الصفحة التالية
Icon