قال في (غرائب القرآن) رابطاً بين مقاطع سورة الصافات وخاتمتها:" واعلم أن السورة اشتملت على ما قاله المشركون في الله، وعلى ما عانى المرسلون من جهتهم، وعلى ما يؤول إليه عاقبة الرسل وحزب الله من موجبات الحمد؛ فلا جرم ختمها بكلمات جامعة لتلك المعاني"(١).
وقال الرازي في الآية قبل الأخيرة من سورة الأحقاف:" اعلم أنه تعالى ذكر في أول السورة ما يدل على وجود الإله القادر الحكيم المختار، ثم فرّع عليه قولين؛ الأول: إبطال قول عبدة الأصنام، والثاني: إثبات النبوة، وذكر شبهاتهم في الطعن في النبوة، وأجاب عنها.
" ولما كان أكثر إعراض كفار مكة عن قبول الدلائل بسبب اغترارهم بالدنيا، واستغراقهم في استيفاء طيباتها وشهواتها، وبسبب أنه كان يثقل عليهم الانقياد لمحمد والاعتراف بتقدمه عليهم ضرب لذلك مثلاً وهم قوم عاد فإنهم كانوا أكمل في منافع الدنيا من قوم محمد فلما أصروا على الكفر أبادهم الله وأهلكهم، فكان ذلك تخويفاً لأهل مكة بإصرارهم على إنكار نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، ثم لما قرر نبوته على الإنس أردفه بإثبات نبوته في الجن، وإلى ههنا قد تم الكلام في التوحيد وفي النبوة، ثم ذكر عقيبهما تقرير مسألة المعاد"(٢).

(١) النيسابوري، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، (٥/٥٧٩).…
(٢) …الرازي، التفسير الكبير، (١٠/٢٩-٣٠).


الصفحة التالية
Icon