ومن أوجه المناسبات في الآية الواحدة اختيار المفردات، وكذا الحذف والذكر، والتقديم والتأخير، والتعريف والتنكير، وفي كتب التفسير والإعجاز البياني منه الكثير وهو ليس غرض هذا البحث، ومن الأوجه كذلك ارتباط المنادى بموضوع الكلام والغرض المطلوب، ومنها ترتيب الأسماء والنعوت داخل الآية، وكذلك مناسبة الفاصلة للآية.
أولاً: المناسبة بين النداء والمضمون:
في القرآن نداءات كثيرة تتصدر آياته أو تتوسطها، من مثل: ( يا بني آدم، يا بني إسرائيل، يا أهل الكتاب، يا أيها الذين هادوا، يا أيها الإنسان...)، وكل واحد منها يناسب السياق والغاية من النداء، ومن أمثلته:
يا بني آدم:
النداء الأول: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ چ چچ ژ [الأعراف: ٢٦].
قال في زهرة التفاسير:" النداء لبني آدم جميعاً؛ لأنه مجاوبة للفطرة الإنسانية التي جعلت أبوي البشر يخصفان عليهما من ورق الجنة، ولذا كان النداء إلى أولاد آدم، وفيه إشارة إلى تلك الفطرة السليمة، وإلى ذلك الحياء الفطري الذي هو سمة الإنسانية الرفيعة، لا إلى تلك الإنسانية المسيخة، التي تظهر في العري الفاحش الذي يقره بعض الذين تبلدت مشاعرهم وأحاسيسهم"(١).
النداء الثاني: ژ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ں ں ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ژ [الأعراف].
حيث جاء النداء " للناس أجمعين، تذكيراً للأبناء بما كان للآباء من عداوة إبليس، وتهديده بإغوائهم، وأنه يقعد لهم الصراط المستقيم، فالله تعالى ينهانا أن ننخدع بالشيطان، وله ماض في إيذائنا وخدع أبوينا، وكان من نتيجة استجابتهما لوسوسته إخراجهما من الجنة وكشف سوءاتهما"(٢).
يا بني إسرائيل:

(١) أبو زهرة، محمد، زهرة التفاسير، (٦/٢٨٠٤)، دار الفكر العربي، مصر، د ط، د. ت.
(٢) أبو زهرة، السابق، (٦/ ٢٨٠٧- ٢٨٠٨)، بتصرف.


الصفحة التالية
Icon