قال البقاعي:" لما خُتمت تلك بأمر الرسول - ﷺ - بالحمد عن التنزه عن صفات النقص، لكونه أعلم الخلق بذلك؛ بُدئت هذه بالإخبار باستحقاقه سبحانه الحمد على صفات الكمال التي منها البراءة عن كل نقص، منبهاً بذلك على وجوب حمده بما شرع من الدين على هذا الوجه الأحكم بهذا الكتاب القيم"(١).
خاتمة مريم وفاتحة طه: قال في (روح المعاني) في بداية تفسيره لسورة طه:" ووجه ارتباط أول هذه بآخر تلك؛ أنه سبحانه ذكر هناك تيسير القرآن بلسان الرسول عليه الصلاة والسلام معللاً بتبشير المتقين وإنذار المعاندين، وذكر تعالى هنا ما فيه تأكيد لذلك"(٢). ويشبهه ما جاء في (البحر المديد):" ووجه مناسبتها لما قبلها قوله: ژ ؟ ؟ ؟ژ، [ مريم: ٩٧]، مع قوله: ژ ؟ ؟ ؟ چ چ چ ژ [ طه]، كأنه يقول: فإنما سهلناه عليك لترتاح به لا لتتعب"(٣).
المناسبة بين فاتحة النور وخاتمة المؤمنون: قال النيسابوري:" لما أُمر رسول الله - ﷺ - في خاتمة السورة المتقدمة بطلب المغفرة والرحمة، وطلبه يستلزم مطلوبه لا محالة بدليل سل تعط، أردفه بذكر ما هو أصل كل رحمة ومنشأ كل خير فقال: ژ ؟ ژأي هذه سورة ژ ؟ ؟ ژ [النور: ١]"(٤).
المناسبة بين أول الحج وخاتمة الأنبياء: قال البقاعي في بداية تفسير سورة الحج:" لما خُتمت التي قبلها بالترهيب من الفزع الأكبر، وطي السماء وإتيان ما يوعدون، والدينونة بما يستحقون، وكان أعظم ذلك يوم الدين، افتتحت هذه بالأمر بالتقوى المنجية من هول ذلك اليوم"(٥).
(٢) …الألوسي، شهاب الدين السيد محمود، روح المعاني، في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (١٦/٢١٦)، دار الفكر، بيروت، دط، ١٤١٤هـ - ١٩٩٤م.…
(٣) …ابن عجيبة، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، (٤/٢٥٩).
(٤) …النيسابوري، تفسير غرائب القرآن،( ٥/١٤١).
(٥) …البقاعي، نظم الدرر،( ٥/١٢٩).