وأما بالنسبة إلى السور المفتتحة بحرف الصاد؛ فإن سورة (ص)، التي فيها كلمات صادية كثيرة(١) بالمقارنة مع غيرها من السور، قد اشتملت على عدد" من الخصومات المتعددة؛ فأولها خصومة الكفار مع النبي - ﷺ -، وقولهم: ژ ؟ ؟ ؟ ؟؟ چ چ چ چ ؟ ژ [ص: ٥]، إلى آخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود - ﷺ -، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم... ثم تخاصم إبليس واعتراضه على ربه وأمره بالسجود، ثم اختصامه ثانياً في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم(٢)".
ووصفت سور مريم التي تضمنت فاتحتها حرف الصاد قوم محمد - ﷺ - أنهم قوم (لُد)، وافتتحت الأعراف منبهة الرسول ألا يضعف فيترك بعض ما أنزل إليه، تحت تأثير الخصومة الشديدة.
يضاف إلى ذلك: أن جو الذكر والتذكير في سورتي (مريم) و(ص) بارز؛ فكلتاهما تبدآن بالذكر ثم يتكرر فيهما الأمر به، ويمكن أن يلاحظ الأمر نفسه في سورة الأعراف، التي تتضمن فاتحتها حرف الصاد، حيث يتكرر فيها مادة الذكر في عدد من الآيات كذلك وبداية من مطلعها.
المبحث الرابع
التناسب في القصص القرآني
وفي خمسة مطالب:
المطلب الأول: التناسب بين قصص السورة الواحدة
المطلب الثاني: تشكل قصة جديدة من قصص السورة
المطلب الثالث: تناسق الشخصية في القصص القرآني
المطلب الرابع: التناسب بين اللفظة القرآنية وبيئة القصة الأصلية
المطلب الخامس: التناسب بين ما يذكر من القصة القرآنية وواقع الدعوة
(٢) …الزركشي، البرهان، (١/٢١٨- ٢١٩).