" والعبرانيون لما كانوا في أرض جاسان من مصر عبدوا العجل، ليس نقلاً عن المصريين وإنما عن الأشوريين الذين كانوا يحكمون جاسان وحكموا مصر كلها، وقد كانت تنسب مدن من المدن القديمة للعجل الإله مثل مدينة عجلون، وصورة العجل متغلغلة في الأدب العبراني الرسمي والشعبي على حد سواء، والأدب السامي عموما، ويزعم كتبة العهد القديم أن هارون عليه السلام قد صنع لبني إسرائيل عجل الذهب وبنى مذبحاً ( خروج: ٣٢/١-٥)، وأن يربعام بعد انقسام بني إسرائيل إلى مملكتين بنى تمثالين للعجل أحدهما في بيت إيل، والآخر في دان ( ملوك: ١٢/٢٦-٣٣)، وظل شعب اليهود يعبد العجل، وأيد هذه العبادة جميع الملوك الذين تعاقبوا على المملكة الشمالية ما عدا الملك هوشيا، وتحفل أسفار العهدين القديم والجديد بأوصاف العجول، كما في (الأمثال: ١٤/٤)، و(عاموس: ٦/٤)، و( لوقا: ١٥/٢٣)، و( العدد: ١٩/١-٢٢)، والرسالة إلى العبرانيين: ٩/١٣-١٤)، و( التكوين: ١٥/٩-١٧)، وقد وصف إرميا مصر بالعِجلة ووصف سكانها بالعجول الصغيرة (إرميا: ٤٦/٢٠-٢١)"(١).
ولربما يتساءل المرء عن سر تقديس قطاعات من البشر- ولا عذر لهم قطعاً – للبقرة، وهو – كما يبدو- يرجع إلى نقطتين أساسيتين: أهمية البقرة في معيشة الإنسان، وكون الأبقار وبخاصة الذكران، رمزاً للقوة، وقد تجلى الرمزان في رؤيا الملك في قصة يوسف، ورؤيا النبي محمد عليهما الصلاة والسلام.
ففي رؤيا ملك مصر زمن يوسف عليه السلام، كانت البقرة مع السنبلة، رمزين لأهم مظاهر الحياة في حالي الرخاء والشدة؛ وذاك تقرير إلهي يؤكد أهميتها لحياة الإنسان: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [يوسف].