فالآية الكريمة الأولى في المجموعة، تقرر أن النساء بالنسبة إلى الرجال، هن حرثهم وموضع زرعهم، وترك لهم الخيار في طريقة الغرس والبذار، ما دام في محل الزرع، ثم أمرهم أن يقدموا لأجل منفعة أنفسهم، على معنى أن يبتغوا بهذا الفعل ما يدخرونه يوم لقاء الله، ويشمل إعفاف النفس والزوج وطلب الذرية الصالحة التي تحمل الدين، وكذا الامتناع عن وطء غير موضع الحرث، وأتبعه بالأمر بتقوى الله سبحانه، وأن يعلموا بأنهم ملاقوه تعالى أو ملاقو ما قدموا، والحاصل واحد، ثم ختم الآية بقوله : ژ ؟ ؟ ؟ ژ إشارة إلى أن امتثال الأحكام المتقدمة من الإيمان(١)، وفي مخاطبة الرسول - ﷺ - أن يبشر المؤمنين عَود على ما بدأت به الآية السابقة لهذه من مخاطبته عليه السلام بالقول: ژ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھھ ھ ھ ے ے ژ [البقرة: ٢٢٢].
والآية التالية بعد إذ نهت المؤمنين أن يجعلوا الله عرضة لأيمانهم، أن يبروا ويتقوا ويصلحوا بين الناس، خُتمت بصفتي السمع والعلم ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ؛ لأنه تقدم ما يتعلق بهاتين الصفتين، فالحلف يتعلق بالسمع لأنه من المسموعات، بينما إرادة البر والتقوى والإصلاح بين الناس محلها القلب، من المعلومات المتعلقة بصفة العلم(٢).

(١) …انظر: أبو حيان، البحر المحيط، ( ٢/ ٤٣٠-٤٣٢)، و أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، (١/٢٦٩)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٩هـ - ١٩٩٩م، وابن عاشور، التحرير والتنوير، ( ٢/٣٧٣-٣٧٥).
(٢) …أبو حيان، البحر المحيط، (٢/٤٤٢).


الصفحة التالية
Icon