ولئن رأى العابدون إحياء الميت على يد عيسى عليه السلام ؛ فقد أكد أن ذلك وغيره كان بإذن الله وليس بقدرة عيسى. وكذلك إحياء قتيل بني إسرائيل، مع أنه كان بضربه ببعض البقرة؛ فإن ذلك لم يكن بقدرتها، بل بقدرة الله تعالى؛ ولذلك عقب بقوله: ژ ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ؟ ژ [البقرة]، وقد أبطل في البقرة عبادة العجل إذ أمكن من أمه بالذبح، وأبطل في آل عمران تأليه عيسى وأمه، إذ عرض ولادة كل منهما، والمولود لا يكون إلهاً.
المطلب الخامس: تناسب الإجمال والتفصيل بين السورتين:
يطرد في السورة المتجاورة، أن يأتي في الأولى موضوع مجملاً، فتفصله التالية، أو يأتي مفصلاً فتشير إلي التالية مجرد إشارة، ومن ذلك:
موضوع آل عمران، كما يظهر من بدايتها، هو: ژ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ ژ، وهو تفصيل آية الكرسي [البقرة: ٢٥٥]، التي هي أعظم آية في سورة البقرة، وفي القرآن الكريم جميعه، ومقتضى كونه تعالى الحي القيوم أنه لا يستحق العبادة سواه، ولأجل تحصين المسلمين أن يقعوا فيما وقع فيه قوم عيسى عليه السلام، فقد جاء قوله تعالى ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ چچ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک ژ { آل عمران]، علماً بأن قوم عيسى قد انقلبوا على أعقابهم بعد وفاته، وكان هذا الانقلاب بنسيان كونه بشرا رسولا وادعاء ألوهيته، ولذلك جاءت الآية تؤكد في صيغة الحصر أن محمداً ليس سوى رسول مثل إخوانه الذين خلوا بالوفاة ومن الطبيعي أن يلحق بهم، وكانت لفتة حكيمة من أبي بكر يوم وفاة الرسول أن يتلو هذه الآية الكريمة، مذكراً المؤمنين أن من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت(١).

(١) …البخاري، كتاب المغازي، رقم( ١٤٥٤)، وكتاب الجنائز، رقم( ١٢٤٢).


الصفحة التالية
Icon