تفصيل الحديث عن الذين أنعم الله عليهم: سورة الفاتحة تحدثت عن الذين أنعم الله عليهم وصراطهم المستقيم، وسورة البقرة فصلت ذلك فتحدثت عن أوصافهم وأسمائهم وصالح فعالهم، بدءاً من آدم عليه السلام، فموسى، ثم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب، وكذلك طالوت وداود والنبي الذي لم يذكر اسمه في القصة ومن معهم من المجاهدين، ثم العزير، و يتخلل ذلك حديث طويل عن محمد وصحبه أو لهم تربية وإعداداً.
ويظهر في سورة الفاتحة شوق وحنين، من المؤمنين إلى الانتظام في سلك من أنعم الله عليهم، وسورة البقرة تحمل إليهم البشرى بإتمام النعمة عليهم(١): ژ گ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ں ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [البقرة].
تفصيل الحديث عن المغضوب عليهم: ذكر السيوطي أن الحديث والإجماع على تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى. وقد ذكروا في الفاتحة على حسب ترتيبهم في الزمان؛ فعقب بسورة البقرة، وجميع ما فيها من خطاب أهل الكتاب لليهود خاصة، وما وقع من ذكر النصارى لم يقع بذكر الخطاب، ثم بسورة آل عمران، وأكثر ما فيها من خطاب أهل الكتاب للنصارى(٢). ويعد الحديث عن بني إسرائيل أحد أبرز محاور سورة البقرة.
وكما ختمت سورة الفاتحة بالدعاء للمؤمنين بألا يسلك بهم طريق المغضوب عليهم و الضالين إجمالاً- ختمت سورة البقرة بالدعاء بألا يسلك بهم طريقهم في المؤاخذة بالخطأ والنسيان، وحمل الإصر، وما لا طاقة لهم به تفصيلاً. وقد تضمن آخرها أيضاً الإشارة إلى طريق المغضوب عليهم والضالين بقوله ژ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ؟ ژ، فتآخت السورتان في المقطع، وذلك من وجوه المناسبة في التتالي والتناسق(٣).

(١) … سبحاني، البرهان في نظام القرآن، ( ص٨٢).
(٢) …السيوطي، تناسق الدرر، ( ص٦٨).
(٣) السيوطي، السابق، ( ص٧٠).


الصفحة التالية
Icon