للأستاذ سعيد حوى في كتابه (الأساس في التفسير)، نظريته في الوحدة القرآنية، والتي أقامها على أساس أن كل سورة بعد سورة البقرة إنما تفصل آية أو آيات منها، انطلاقاً من تقسيم القرآن إلى مجموعات، تفسر مرة بعد مرة آيات البقرة من أولها حتى نهايتها.
وعنده أن السور الأربع التي تبدأ ب ﴿ ألم ﴾، تفصل في مقدمة سورة البقرة، وأن تفصيل كل من السور الأربع لهذه المقدمة يكمل تفصيل الأخرى، فسورة العنكبوت مثلاً تفصل في قضايا الإيمان بالغيب والكتاب، ومستلزمات ذلك بشكل أخص، بينما سورة الروم تفصل في قضايا الإيمان باليوم الآخر بشكل أخص، وكل من السور الأربع تفصل في جانب من مقدمة سورة البقرة، وفي امتدادات ذلك من سورة البقرة نفسها(١).
وذكر في موطن آخر أن مقدمة سورة البقرة بآياتها العشرين؛ قسم منها في المتقين، وقسم منها في الكافرين، وقسم منها في المنافقين. وكل صفة للمتقين يقابلها صفة للكافرين أو صفة للمنافقين، ويلاحظ في هذه السور الأربع أنها تعمق في سياقها الرئيسي موضوعاً من موضوعات الآيات الواردة في المتقين، وتتحدث خلال ذلك عما يقابل ذلك. ومن ثم فإن السور الأربع – وإن كانت في سياقها الرئيسي تفصل في الآيات الأولى لمقدمة سورة البقرة، فإنها تفصل- في الحقيقة- في مقدمة سورة البقرة كلها. ومن ثم نجد في سورة العنكبوت كلاماً عن الكافرين والمنافقين، ونجد في سورة الروم كلاماً عن الكافرين، ونجد في سورتي لقمان والسجدة كلاماً عن الكافرين، فالتفصيل في النهاية لمقدمة سورة البقرة كلها، أي للعشرين آية الأولى من سورة البقرة(٢).
والسطور الآتية تلخيص لأهم ما أورده الأستاذ سعيد حوى في تفسيره (الأساس) عن الارتباط بين سورة البقرة وكل من العنكبوت والروم ولقمان والسجدة.

(١) …حوى، سعيد، الأساس، (٨/ ٤١٥٨).
(٢) …حوى، السابق، (٨/ ٤٣٠٥ – ٤٣٠٦).


الصفحة التالية
Icon