ولما كان تصحيح هذا التصور مهماً جداً، فقد ورد هذا التصحيح في سورة البقرة في قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، إلا أن التصحيح الوارد في سورة البقرة ورد في سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله، لأنه هو الذي تترتب عليه المحن الحقيقية، وهو علامة الشكر الصادق على الإسلام، وهو الذي تكون عاقبته الظفر، أما هنا فقد ورد في سياق التفصيل المباشر لمقدمة سورة البقرة ليفيد أن دعوى الإيمان يترتب عليها الامتحان(١).
وقال الأستاذ سعيد حوى في موطن آخر:" لقد ختم الكلام عن المتقين في أوائل سورة البقرة بقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ چ چ چ ژ، ونلاحظ أن آخر آية في سورة العنكبوت كانت قوله تعالىژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ھ ژ، لاحظ كلمة الهداية المشتركة بين آخر آية في سورة العنكبوت، وآخر آية في الآيات التي وصفت المتقين في سورة البقرة.
"إن آخر آية في سورة العنكبوت دلتنا على أن الهداية تحتاج إلى مجاهدة، ومن هنا ندرك أن تفصيل سورة العنكبوت لسورة البقرة تفصيل ذو طعم خاص، فإذا كانت الآيات هناك قد وصفت المتقين، فهذه السورة تضع قواعد وموازين وعلامات، وتبين حكماً ومواصفات وضروريات للتحقق بالصفات"(٢).
ومما قاله في نهاية تفسيره لسورة العنكبوت وهو يلخص الكلام عن ارتباطها بسورة البقرة:" وكما فصلت في صفات المتقين فصلت في ما يقابل ذلك من الكفر والنفاق وهي المواضيع التي تحدثت عنها مقدمة السورة، فعرفنا علامة النفاق، وعرفنا بعض لوازم الكفر وآثاره، وعرفنا بعض ما أعد الله للمؤمنين، وبعض ما أعد الله للكافرين، وعرفنا الفارق الكبير بين ما يركن إليه أهل الإيمان، وبين ما يركن إليه أهل الكفر ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژ ڑ ڑ ک کک ک گ گ گ ژ "(٣).
ارتباط سورة الروم بالبقرة
(٢) …حوى، سعيد، الأساس، (٨/٤٢٣٠).
(٣) …حوى، الأساس، ( ٨/٤٢٣٩- ٤٢٤٠)، بتصرف.