وقد فات صاحبَ (الأساس) ربطُ سورة الروم، وبالذات مقدمتها وخاتمتها، بخاتمة البقرة ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، وسيأتي بإذن الله.
ارتباط سورة لقمان بسورة البقرة
ذكر صاحب (الأساس) أن آيات مقدمة سورة لقمان، تكاد تكون هي نفس الآيات الأولى من مقدمة سورة البقرة، مع تركيز خاص حول الاهتداء بكتاب الله، ومن ثم عن الموقف المقابل والأسباب النفسية لذلك، وإذ تصف الآية الأولى هذا القرآن بالحكمة، وإذ كان في ذلك دعوة لاتباع كتاب الله؛ فإن الكلام عن حكمة الله وعن إيتاء الله الحكمة لخلقه، يأخذ حيزاً من السورة، وكأنه يشير إلى أن مقتضى اتصاف الله بالحكمة أن يكون كتابه حكيماً، وإذ كان كتابه حكيماً فإن ذلك يقتضي من الإنسان اتباعه.
"وفي وسط السورة يأتي الكلام عن لقمان، وإيتائه الحكمة، ويعرض القرآن لنا نماذج من وصاياه الحكيمة، التي تنسجم مع موضوع السورة، ومن ثم حديث عن عن نعمه تعالى التي تقتضي شكراً، والشكر يقتضي اتباع كتاب الله، وهكذا من خلال الكلام عن الحكمة والنعمة تعمق السورة موضوع اتباع الكتاب والشروط اللازمة لهذا الاتباع، وقصة لقمان في الوسط تأتي لتضيء ما قبلها وما بعدها، وتأتي لتكون أنموذجاً لما قبلها وما بعدها. ومن ثم فدورها كبير في السورة، ومع تعميق اتباع الكتاب من خلال الحكمة والنعمة تختتم السورة بالكلام عن علم الله المحيط، وذلك من خلال ذكر مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله، وفي هذا كله دعوة لاتباع كتاب الله، فإذا كان الله تعالى وحده هو الذي يعلم الغيب فهذا يعني أنه لا أحكم منه ولا أعلم، ومن ثم فلا أحكم من كتابه.


الصفحة التالية
Icon