عزز البحث فكرة الوحدة القرآنية، وما كان كرره السابقون من أن القرآن كالكلمة الواحدة؛ ذلك أن مقتضى وجود المناسبة بين كل سورة والتي تليها يؤدي إلى الاتصال القرآني من أوله إلى آخره، فضلاً عما سبق ذكره من الاتصال بين سورة البقرة ومجموعة( الم)، والتناسب بين سور المسبحات والطواسين والحواميم وغيرها، وكذلك مركزية سورة البقرة لما بعدها من السور الكريمة حتى نهاية المصحف.
التوصيات:
يرى الباحث أن ما أورده الإمام الرازي عن المناسبة يستحق الإفراد بالبحث والدراسة، ويحتمل أن تُكتب فيه الرسائل الجامعية، بل إن (تناسق الدرر) للسيوطي، على صغر حجمه، جدير بأن يستخلص منه نظريته في المناسبة.
وتفسير البقاعي مع تعدد الدراسات حوله، فإنه لم يُقرأ بعد، ويتسع للمزيد، وكذلك فإن نظرية سعيد حوى في الوحدة القرآنية ومركزية سورة البقرة، تستحق النظر والدراسة.
ويرى الباحث كذلك أن في كتب التفسير - حتى تلك التي لم تتخصص في المناسبة - الكثير من الدرر المنثورة أو المنظومة، في موضوع التناسب، ما يستدعى إطالة النظر وكثرة المطالعة فيها، وعلى رأس هذه الكتب تفسير الطبري.
يرى الباحث أن هناك عدداً من القضايا والعناوين الفرعية في هذه الرسالة تستحق أن تفرد برسائل مستقلة؛ وعلى رأسها ارتباط أسماء السور بمحاورها الرئيسة، وكذا أوائل السور وأواخرها، وفواصلها، ومجموعات السور ذات الفواتح المتشابهة، مع التأكيد على أن ما أورده الباحث عن فواصل البقرة، أو ارتباط السور المفتتحة ب(الم)، لا يعدو كونه تحويمات ومقاربات بحاجة إلى المزيد من البحث والتحقيق.


الصفحة التالية
Icon