فمثلاً : تفتح التفسير فتجد أحد السلف يقول في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) قال : القرآن، آخر قال : الإسلام، آخر قال: طريق الجنة، آخر قال: السنة، آخر قال: ما كان عليه الصحابة، هذه الأقوال الأربعة هي قول واحد، إذ إن الصراط المستقيم هو القرآن وهو السنة وهو طريق الجنة وهو ما كان عليه الصحابة، تنوعت الألفاظ والمعنى واحد، فهو اختلاف تنوع.
فما فائدة التفسير بالمثال ؟ يخبرنا مصنف الكتاب رحمه الله فيقول : فَإِنَّ التَّعْرِيفَ بِالْمِثَالِ قَدْ يَسْهُلُ أَكْثَرَ مِنْ التَّعْرِيفِ بِالْحَدِّ الْمُطْلَقِ. إذاً غالب الاختلاف بين السلف في التفسير هو من باب التنوع، وهو قسمان الأول : أن يعبروا عن المعنى الواحد بأكثر من لفظ. الثاني : أن يكون كلامهم من باب التمثيل، من باب المثال، ولا يقصدون به الحصر.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة (٤)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، الإخوة الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يتجدد اللقاء بكم ومعكم، فمرحباً بالإخوة الأكارم حول مائدة كتاب الله تعالى.
نواصل الحديث عن بعض صور اختلاف التنوع، فمن صوره عباراتهم في أسباب النزول، قال رحمه الله :


الصفحة التالية
Icon