وَهَذَانِ الصِّنْفَانِ اللَّذَانِ ذَكَرْنَاهُمَا فِي تَنَوُّعِ التَّفْسِيرِ : تَارَةً لِتَنَوُّعِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَتَارَةً لِذِكْرِ بَعْضِ أَنْوَاعِ الْمُسَمَّى وَأَقْسَامِهِ كَالتَّمْثِيلَاتِ، هُمَا الْغَالِبُ فِي تَفْسِيرِ سَلَفِ الْأُمَّةِ الَّذِي يُظَنُّ أَنَّهُ مُخْتَلِفٌ
ثم قال رحمه الله :
وَمِنْ التَّنَازُعِ الْمَوْجُودِ عَنْهُمْ مَا يَكُونُ اللَّفْظُ فِيهِ مُحْتَمِلًا لِلْأَمْرَيْنِ ؛ إمَّا لِكَوْنِهِ مُشْتَرَكًا فِي اللَّفْظِ كَلَفْظِ ( قَسْوَرَةٍ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الرَّامِي وَيُرَادُ بِهِ الْأَسَدُ. وَلَفْظِ ( عَسْعَسَ الَّذِي يُرَادُ بِهِ إقْبَالُ اللَّيْلِ وَإِدْبَارُهُ. وَإِمَّا لِكَوْنِهِ مُتَوَاطِئًا فِي الْأَصْلِ لَكِنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَحَدُ النَّوْعَيْنِ أَوْ أَحَدُ الشَّيْئَيْنِ كَالضَّمَائِرِ فِي قَوْلِهِ :﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ﴾ ﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾.
الألفاظ في لغة العرب على أنواع : وهذه مقدمة لابد منها حتى يُفهمَ كلامُ الشيخ رحمه الله:
الأول: الألفاظ المتباينة.
وهي أن يستقل كل لفظ بمعنى يختلف فيه عن الآخر، فالليل غير النهار، والضياء غير الظلام.
الثاني : المشترك اللفظي :
وهو: ما اتحد لفظه وتعدد معناه، فيكون اللفظ مشترَكاً بين معنيين، ومثاله: (القسورة) وهو مشترَك بين الرامي وبين الأسد. ونحو كلمة (قروء)، فالقَرْءُ: الحيض والطهر. قال الشافعي رحمه الله :" القَرْء اسم للوقت، فلما كان الحَيْضُ يَجِيء لِوقتٍ والطُّهرُ يجيء لوَقْتٍ جاز أَن يكون الأَقْراء حِيَضاً وأَطْهاراً". ومنه (عسعس) يعني: أقبل وأدبر.
ومن خلال الأمثلة السابقة يتضح لك –أيها المستمع الكريم- أنّ المشترك اللفظي على قسمين: